الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              ذكر الآية التي حصلت لجواسيس المشركين في هذه الغزوة

                                                                                                                                                                                                                              روى أبو نعيم والبيهقي من طريق ابن إسحاق قال : حدثني أمية بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان أنه حدث أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد انتهى إلى حنين مساء ليلة الثلاثاء لعشر خلون من شوال ، وبعث مالك بن عوف ثلاثة نفر من هوازن ينظرون إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه ، وأمرهم أن يتفرقوا في العسكر فرجعوا إليه وقد تفرقت أوصالهم ، فقال :

                                                                                                                                                                                                                              ويلكم ما شأنكم ، فقالوا : رأينا رجالا بيضا على خيل بلق ، فو الله ما تماسكنا أن أصابنا ما ترى ، والله ما نقاتل أهل الأرض ، إن نقاتل إلا أهل السماوات وإن أطعتنا رجعت بقومك ، فإن الناس إن رأوا مثل الذي رأينا أصابهم مثل ما أصابنا . فقال : أف لكم ، أنتم أجبن أهل العسكر ، فحبسهم عنده فرقا أن يشيع ذلك الرعب في العسكر ، وقال : دلوني على رجل شجاع ، فأجمعوا له على رجل ، فخرج ثم رجع إليه قد أصابه كنحو ما أصاب من قبله منهم ، فقال : ما رأيت ؟ قال : رأيت رجالا بيضا على خيل بلق ، ما يطاق النظر إليهم ، فو الله ما تماسكت أن أصابني ما ترى ، فلم يثن ذلك مالكا عن وجهه ، وروى محمد بن عمر نحوه عن شيوخه .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية