الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              ذكر الآية في قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما قيل له إن هوازن قد أقبلت

                                                                                                                                                                                                                              عن سهل ابن الحنظلية - رضي الله عنه - أنهم ساروا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين فأطنبوا في السير حتى إذا كان عشية حضرت صلاة الظهر عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجاء رجل فارس فقال : يا رسول الله ، إني انطلقت بين أيديكم حتى طلعت جبل كذا وكذا ، فإذا بهوازن قد جاءت عن بكرة أبيهم بظعنهم ونعمهم وشائهم ، اجتمعوا ، فتبسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال :

                                                                                                                                                                                                                              «تلك غنيمة للمسلمين غدا إن شاء الله تعالى” . ثم قال : «من يحرسنا الليلة ؟ ” قال أنس بن أبي مرثد : أنا يا رسول الله ، قال : «فاركب” فركب فرسا له ، وجاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : استقبل هذا الشعب حتى تكون في أعلاه ولا نغرن من قبلك الليلة” . فلما أصبحنا خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى مصلاه فركع ركعتين ثم قال : «هل أحسستم فارسكم ؟ ” قالوا : يا رسول الله ما أحسسناه ، فثوب بالصلاة فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي وهو يلتفت إلى الشعب ، حتى إذا قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاته قال : «أبشروا فقد جاءكم فارسكم” فجعل ينظر إلى خلال الشجر في الشعب ، وإذا هو قد جاء حتى وقف على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال إني انطلقت حتى كنت في أعلى هذا الشعب حيث أمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلما أصبحت طلعت الشعبين كليهما فنظرت فلم أر أحدا ، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : «هل نزلت الليلة ؟ ” قال : لا إلا مصليا ، أو قاضي حاجة ، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : «قد أوجبت فلا عليك أن لا تعمل بعدها”
                                                                                                                                                                                                                              رواه أبو داود والنسائي

                                                                                                                                                                                                                              .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية