الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              ذكر استعارته - صلى الله عليه وسلم - أدرعا من صفوان بن أمية

                                                                                                                                                                                                                              روى ابن إسحاق من رواية يونس بن بكير عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - وعن عمرو بن شعيب وعبد الله بن أبي بكر بن عمرو بن حزم والزهري : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما أجمع السير إلى هوازن ذكر له أن عند صفوان بن أمية أدرعا وسلاحا ، فأرسل إليه - وهو يومئذ مشرك - فقال : [يا أبا أمية أعرنا سلاحك هذا نلقى فيه عدونا] فقال صفوان :

                                                                                                                                                                                                                              أغصبا يا محمد ؟ قال : «لا بل عارية مضمونة حتى نردها إليك” قال : ليس بهذا بأس ، فأعطى له مائة درع بما يكفيها من السلاح ، فسأله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يكفيهم حملها ، فحملها إلى أوطاس .
                                                                                                                                                                                                                              ورواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي عن أمية بن صفوان ،

                                                                                                                                                                                                                              وسيأتي في أبواب معاملاته - صلى الله عليه وسلم - ويقال إنه - صلى الله عليه وسلم - استعار منه أربعمائة درع بما يصلحها .

                                                                                                                                                                                                                              قال السهيلي : واستعار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة حنين من نوفل بن الحارث بن عبد المطلب ثلاثة آلاف رمح ، فقال - صلى الله عليه وسلم - كأني أنظر إلى رماحك هذه تقصف ظهر المشركين . [ ص: 313 ]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية