الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              ذكر نزوله - صلى الله عليه وسلم - بمر الظهران

                                                                                                                                                                                                                              قالوا : ونزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم والمسلمون مر الظهران عشاء ، وأمر أصحابه أن يوقدوا عشرة آلاف نار ، وجعل على الحرس عمر بن الخطاب - رضي الله تعالى عنه - قال عروة كما عند ابن عائذ ، وبه جزم ابن عقبة وابن إسحاق ، ومحمد بن عمر وغيرهم ، وعميت الأخبار عن قريش ، فلم يبلغهم حرف واحد عن مسير رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا يدرون ما هو فاعل ، وهم مغتمون لما يخافون من غزوة إياهم ، فبعثوا أبا سفيان بن حرب .

                                                                                                                                                                                                                              وروى إسحاق بن راهويه ، والحاكم ، والبيهقي بسند صحيح عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : مضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام الفتح حتى نزل مر الظهران في عشرة آلاف من المسلمين ، وقد عميت الأخبار عن قريش فلا يأتيهم خبر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا يدرون ما هو صانع .

                                                                                                                                                                                                                              وفي الصحيح عن عروة قال : لما سار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام الفتح بلغ ذلك قريشا ، فخرج أبو سفيان بن حرب يتحسس الأخبار . وقالت قريش : لأبي سفيان : إن لقيت محمدا فخذلنا منه أمانا ، فخرج هو وحكيم بن حزام ، فلقيا بديل بن ورقاء ، فاستتبعاه ، فخرج معهما يتحسسون الأخبار ، وينظرون هل يجدون خبرا ، أو يسمعون به ، فلما بلغوا الأراك من مر الظهران ، وذلك عشيا رأوا العسكر والقباب والنيران كأنها نيران عرفة ، وسمعوا صهيل الخيل ، ورغاء الإبل ، فأفزعهم ذلك فزعا شديدا . قال عروة كما في الصحيح - : فقال بديل بن ورقاء :

                                                                                                                                                                                                                              هؤلاء بنو كعب - وفي رواية بنو عمرو : يعني بها خزاعة - حمشتها الحرب . فقال أبو سفيان :

                                                                                                                                                                                                                              بنو عمرو وأقل من ذلك .


                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية