الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              ذكر فتحه - صلى الله عليه وسلم - الوطيح والسلالم وكانا آخر حصون خيبر فتحا

                                                                                                                                                                                                                              قال ابن إسحاق : وتدنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالأموال يأخذها مالا مالا ، ويفتحها حصنا حصنا ، حتى انتهوا إلى ذينك الحصنين ، وجعلوا لا يطلعون من حصنهم حتى هم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن ينصب عليهم المنجنيق ، لما رأى من تغليقهم ، وأنه لا يبرز منهم أحد ، فلما أيقنوا بالهلكة - وقد حصرهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أربعة عشر يوما - سألوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصلح ،

                                                                                                                                                                                                                              فأرسل كنانة بن أبي الحقيق إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلا من اليهود يقال له شماخ يقول (أنزل فأكلمك ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : «نعم» فنزل كنانة بن أبي الحقيق ، فصالح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على حقن دماء من في حصونهم من المقاتلة ، وترك الذرية لهم ، ويخرجون من خيبر وأرضها بذراريهم ، ويخلون بين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبين ما كان لهم من مال وأرض ، وعلى الصفراء والبيضاء والكراع والحلقة ، وعلى البز إلا ثوبا على ظهر إنسان ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «وبرئت منكم ذمة الله وذمة رسوله إن كتمتموني شيئا»

                                                                                                                                                                                                                              فصالحوه على ذلك ، فأرسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الأموال فقبضها الأول فالأول ، ووجد في ذينك الحصنين مائة درع وأربعمائة سيف ، وألف رمح ، وخمسمائة قوس عربية بجعابها .


                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية