الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              ذكر ابتدائه - صلى الله عليه وسلم - بأهل النطاة

                                                                                                                                                                                                                              صف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أصحابه ووعظهم وأنهاهم عن القتال حتى يأذن لهم ، فعمد رجل من أشجع فحمل على يهودي وحمل عليه اليهودي فقتله ،

                                                                                                                                                                                                                              فقال الناس : استشهد فلان ، [ ص: 120 ] فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : «أبعد ما نهيت عن القتال ؟ . قالوا : نعم . فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مناديا فنادى في الناس «لا تحل الجنة لعاص»
                                                                                                                                                                                                                              .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الطبراني في الصغير عن جابر - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال يومئذ : «لا تتمنوا لقاء العدو ، واسألوا الله تعالى العافية ، فإنكم لا تدرون ما تبتلون به منهم ، فإذا لقيتموهم فقولوا : اللهم أنت ربنا وربهم ، ونواصينا ونواصيهم بيدك ، وإنما تقتلهم أنت ، ثم الزموا الأرض جلوسا ، فإذا غشوكم فانهضوا ، وكبروا» ،

                                                                                                                                                                                                                              وذكر الحديث .

                                                                                                                                                                                                                              قال ابن إسحاق ، ومحمد بن عمر ، وابن سعد : وفرق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الرايات ، ولم تكن الرايات إلا يوم خيبر ، وإنما كانت الألوية .

                                                                                                                                                                                                                              وكانت راية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سوداء من برد لعائشة - رضي الله عنها - تدعى العقاب ، ولواؤه أبيض ، دفعه إلى علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - ودفع راية إلى الحباب بن المنذر ، وراية إلى سعد بن عبادة ، وكان شعارهم «يا منصور أمت» .

                                                                                                                                                                                                                              وأذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في القتال ، وحثهم على الصبر ، وأول حصن حاصره حصن ناعم بالنون ، والعين المهملة ، وقاتل - صلى الله عليه وسلم - يومه ذلك أشد القتال ، وقاتله أهل النطاة أشد القتال ، وترس جماعة من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومئذ ، وعليه - كما قال محمد بن عمر - درعان وبيضة ومغفر ، وهو على فرس يقال له الظرب ، وفي يده قناة وترس .

                                                                                                                                                                                                                              وتقدم في حديث أنس : أنه كان على حمار فيحتمل أنه كان عليه في الطريق ، ثم ركب الفرس حال القتال . والله أعلم .

                                                                                                                                                                                                                              فقال الحباب : يا رسول الله لو تحولت ؟ فقال : «إذا أمسينا - إن شاء الله - تحولنا» .

                                                                                                                                                                                                                              وجعلت نبل يهود تخالط العسكر وتجاوزه ، والمسلمون يلتقطون نبلهم ثم يردونها عليهم - فلما أمسى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تحول إلى الرجيع وأمر الناس فتحولوا ، فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يغدو بالمسلمين على راياتهم حتى فتح الله الحصن عليهم .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية