ونحن نكشف الغطاء عنه ونقول : وهذه درجة . من جمع بين هذه الثلاثة فلا خلاف في أن مستقره الجنة
الدرجة الثانية أن يوجد اثنان وبعض الثالث وهو القول والعقد وبعض الأعمال ولكن ارتكب صاحبه كبيرة أو بعض الكبائر فعند هذا قالت المعتزلة خرج بهذا عن الإيمان ، ولم يدخل في الكفر ، بل اسمه فاسق وهو على منزلة بين المنزلتين وهو مخلد في النار وهذا باطل كما ; سنذكره .
الدرجة الثالثة : أن يوجد التصديق بالقلب ، والشهادة باللسان ، دون الأعمال بالجوارح ، وقد اختلفوا في حكمه فقال أبو طالب المكي العمل بالجوارح من الإيمان ، ولا يتم دونه وادعى الإجماع فيه واستدل بأدلة تشعر بنقيض غرضه كقوله تعالى : الذين آمنوا وعملوا الصالحات إذ هذا يدل على أن العمل وراء الإيمان لا من نفس الإيمان وإلا فيكون العمل في حكم المعاد والعجب أنه ادعى الإجماع في هذا ، وهو مع ذلك ينقل قوله صلى الله عليه وسلم لا يكفر أحد إلا بعد جحوده لما أقر به وينكر على المعتزلة قولهم بالتخليد في النار بسبب الكبائر .