الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
(الأصل الخامس: nindex.php?page=treesubj&link=28771الصراط) * وهو ثابت على حسب ما نطق به الحديث (وهو جسر ممدود على متن جهنم) يرده الأولون والآخرون، فإذا تكاملوا عليه قيل: nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=24وقفوهم إنهم مسئولون ، أخرج nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة رفعه: "وتضرب الصراط بين ظهراني جهنم". ولهما من حديث nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد: "ثم يضرب الجسر على جهنم (أدق من الشعر، وأحد من السيف) "، أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم من حديث nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد بلفظ: "بلغني أنه أدق من الشعر، وأحد من السيف"، ورفعه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد من حديث nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة، nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي في الشعب والبعث من حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس، وضعفه، وفي البعث من رواية nindex.php?page=showalam&ids=16531عبيد بن عمير مرسلا، ومن قول nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود: "الصراط كحد السيف.."، وفي آخر الحديث ما يدل على أنه مرفوع، قاله العراقي، وقول nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد: "بلغني"، له حكم المرفوع، إذ مثله لا يقال من قبل الرأي، وقول nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني أيضا بلفظ: "يوضع الصراط على سواء جهنم مثل حد السيف المرهف". وفي الصحيحين وغيرهما وصف الصراط بأنه دحض مزلة، وأخرج nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم من حديث nindex.php?page=showalam&ids=23سلمان رفعه: "يوضع الميزان يوم القيامة.."، الحديث، وفيه: "ويوضع الصراط مثل حد الموسى".
قال القاضي في الهداية: قال سلف الأمة: الصراط صراطان: صراط الدين، والثاني: جسر على متن جهنم. وهو قول أئمة الحديث والفقهاء، وحكي عن أبي الهزيل وابن المعتمر أنهما قالا: يجوز ذلك، ولكن لا يقطعان به سمعا، واختلف القول من الجبائي وابنه، فأثبتاه تارة، ونفياه تارة أخرى، وقالا على القول بإثباته وإيجاب إثابة المؤمنين يعدل بهم عنه إلى الجنة، ولا يجوز أن يلحق المؤمنين من العبور عليه شيء من الألم، ومن أوجب تأويله قال: ما ورد بخلاف الممكن يجب تأويله. وأجاب nindex.php?page=showalam&ids=12441إمام الحرمين بأنه لا مانع منه عقلا، وإنما ذلك خلاف المعتاد .
وقد أشار المصنف إلى ذلك فقال: (وهذا ممكن) أي: وضع الصراط على الصفة المذكورة، وورود الخلائق إياه أمر ممكن وارد على وجه الصحة، ورده ضلالة (فيجب التصديق به) ، ثم أشار بالرد على المعتزلة في قولهم: كيف يمكن المرور على ما هذه صفته، بقوله: (فإن القادر على أن يطير الطير في الهواء قادر على أن يسير الإنسان على الصراط) ، بل هو nindex.php?page=treesubj&link=33679سبحانه قادر على أن يخلق للإنسان قدرة المشي في الهواء، ولا يخلق في ذاته هويا إلى أسفل، ولا في الهواء انخراقا، وليس المشي على الصراط بأعجب من هذا، كما ورد في الصحيحين أن رجلا قال: يا نبي الله، كيف يحشر [ ص: 221 ] الكافر على وجهه يوم القيامة؟ فقال: "أليس الذي أمشاه على الرجلين في الدنيا قادرا على أن يمشيه على وجهه يوم القيامة؟!".
وفي الصحيحين: "فيمر المؤمنون كطرف العين وكالبرق وكالريح وكأجاويد الخيل والركاب، فناج مسلم، ومخدوش مرسل، ومكدوش في نار جهنم".
لم يذكر المصنف هنا nindex.php?page=treesubj&link=28769الحوض، وذكره في عقيدته الصغرى، وهو حق، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا، وجاء ذكره في الأخبار الصحيحة، وعرضه وطوله، وعدد أباريقه، يشرب منه المؤمنون بعد جواز الصراط، على الصحيح، كما ذهب إليه المصنف، وفي الحديث الذي يروى أن الصحابة قالوا: أين نطلبك يا رسول الله يوم المحشر؟ فقال: "على الصراط، فإن لم تجدوني فعلى الميزان، فإن لم تجدوني فعلى الحوض". يلوح على الترتيب: الصراط ثم الميزان ثم الحوض، وهي مسألة توقف فيها أكثر أهل العلم .