وأما الآثار : فقد قال رضي الله عنه : أفضل الأعمال أداء ما افترض الله تعالى ، والورع عما حرم الله تعالى ، وصدق النية فيما عند الله تعالى وكتب سالم بن عبد الله إلى عمر بن الخطاب اعلم أن عمر بن عبد العزيز فمن تمت نيته تم عون الله له وإن نقصت نقص بقدره . عون الله تعالى للعبد على قدر النية ،
وقال بعض السلف رب عمل صغير تعظمه النية ، ورب عمل كبير تصغره النية .
وقال داود الطائي البر همته التقوى فلو ، تعلقت جميع جوارحه بالدنيا لردته نيته يوما إلى نية صالحة وكذلك ، الجاهل بعكس ذلك .
وقال الثوري كانوا يتعلمون النية للعمل كما تتعلمون العمل .
وقال بعض العلماء : اطلب النية للعمل قبل العمل ، وما دمت تنوي الخير فأنت بخير .
وكان بعض المريدين يطوف على العلماء يقول : من يدلني على عمل لا أزال فيه عاملا لله تعالى ؛ فإني لا أحب أن يأتي علي ساعة من ليل أو نهار إلا وأنا عامل من عمال الله ، فقيل له : قد وجدت حاجتك فاعمل الخير ما استطعت ، فإذا فترت أو تركته فهم بعمله ؛ فإن الهام بعمل الخير كعامله .
وكذلك قال بعض السلف وإن نعمة الله عليكم أكثر من أن تحصوها ، وإن ذنوبكم أخفى من أن تعلموها ، ولكن أصبحوا توابين وأمسوا توابين يغفر لكم ما بين ذلك .
وقال عيسى عليه السلام : طوبى لعين نامت ولا تهم بمعصية ، وانتبهت إلى غير إثم .
وقال أبو هريرة وكان يبعثون يوم القيامة على قدر نياتهم إذا قرأ الفضيل بن عياض ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم يبكي ويرددها ويقول إنك إن بلوتنا فضحتنا وهتكت أستارنا .
وقال الحسن: إنما خلد أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار بالنيات وقال أبو هريرة: مكتوب في التوراة ما أريد به وجهي فقليله كثير وما أريد به غيري فكثيره قليل .
وقال إن العبد ليقول قول مؤمن فلا يدعه الله عز وجل وقوله حتى ينظر في عمله فإذا عمل لم يدعه الله حتى ينظر في ورعه فإن تورع لم يدعه حتى ينظر ماذا نوى ، فإن صلحت نيته فبالحري أن يصلح ما دون ذلك . بلال بن سعد
فإذن عماد الأعمال بالنيات فالعمل مفتقر إلى النية ليصير بها خيرا ، والنية في نفسها خير ، وإن تعذر العمل بعائق .