وكذلك في الأسباب الدافعة عن المال ، لأن هذه أسباب عرفت بسنة الله تعالى ، إما قطعا ، وإما ظنا ، ولذلك فلا ينقص التوكل بإغلاق باب البيت عند الخروج ، ولا بأن يعقل البعير وقال تعالى قال صلى الله عليه وسلم : للأعرابي لما أن أهمل البعير ، وقال : توكلت على الله : اعقلها وتوكل خذوا حذركم ، وقال في كيفية صلاة الخوف : وليأخذوا أسلحتهم ، وقال سبحانه وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل وقال تعالى لموسى عليه السلام فأسر بعبادي ليلا والتحصن بالليل اختفاء عن أعين الأعداء ، ونوع تسبب ، واختفاء رسول الله : صلى الله عليه وسلم : في الغار ، اختفاء عن أعين الأعداء ؛ دفعا للضرر وأخذ السلاح في الصلاة فليس دافعا قطعا كقتل الحية والعقرب ، فإنه دافع قطعا ، ولكن أخذ السلاح سبب مظنون ، وقد بينا أن المظنون كالمقطوع ، وإنما الموهوم هو الذي يقتضي التوكل تركه .
فإن قلت : فقد حكي عن جماعة أن منهم من وضع الأسد يده على كتفه ولم يتحرك فأقول ، وقد حكي عن جماعة أنهم ركبوا الأسد وسخروه فلا ينبغي أن يغرك ذلك المقام فإنه وإن كان صحيحا في نفسه فلا يصلح للاقتداء .
بطريق التعلم من الغير ، بل ذلك مقام رفيع في الكرامات وليس ذلك شرطا في التوكل .