ومن أسلم خسيسا في نفيس فلا ينبغي أن يحزن لفوات الخسيس في الحال ، وهذا من باب المعارف ، وهو من الإيمان فتارة يضعف ، وتارة يقوى ، فإن قوي قوي باعث الدين وهيجه تهييجا ، شديدا ، وإن ضعف ضعفه ، وإنما قوة الإيمان يعبر عنها باليقين ، وهو المحرك لعزيمة الصبر ، وأقل ما أوتي الناس اليقين . وعزيمة الصبر
والثاني : أن يعود هذا الباعث مصارعة باعث الهوى تدريجا قليلا قليلا ، حتى يدرك لذة الظفر بها فيستجرئ ، عليها وتقوى منته في مصارعتها ، فإن الاعتياد والممارسة للأعمال الشاقة تؤكد القوى التي تصدر منها تلك الأعمال ، ولذلك تزيد قوة الحمالين والفلاحين والمقاتلين وبالجملة فقوة الممارسين للأعمال الشاقة تزيد على قوة الخياطين والعطارين والفقهاء والصالحين وذلك لأن قواهم لم تتأكد بالممارسة .
فالعلاج الأول يضاهي أطماع المصارع بالخلعة عند الغلبة ، ووعده بأنواع الكرامة كما وعد فرعون سحرته عند إغرائه إياهم بموسى حيث قال صلى الله عليه وسلم : وإنكم إذا لمن المقربين .