كل ذلك ; لأن همه أمر دنياه ، وذلك معين له على دنياه ، فلو همه أمر آخرته ، فليس عليه إلا شغل واحد وهو تقويم قلبه فعجز عن تقويم قلبه وتخاذل ، وقال : هذا محال ومن الذي يقدر عليه وليس ذلك بمحال لو أصبح وهمه هذا الهم الواحد ، بل هو كما يقال :
لو صح منك الهوى أرشدت للحيل
فهذا شيء لم يعجز عنه السلف الصالحون ومن اتبعهم بإحسان .فلا يعجز عنه أيضا من صدقت إرادته وقويت همته بل لا يحتاج إلى عشر تعب الخلق في استنباط حيل الدنيا ، ونظم أسبابها .