وكيف يؤدي كما سمع من لا يدري ما سمع؟ فهذا وقد بلي بهذا أهل الزمان، ولو احتاط أهل الزمان لم يجدوا شيوخا إلا الذين سمعوه في الصبا على هذا الوجه مع الغفلة إلا أن للمحدثين في ذلك جاها وقبولا فخاف المساكين أن يشترطوا ذلك فيقل من يجتمع لذلك في حلقتهم فينقص جاههم، وتقل أيضا أحاديثهم التي سمعوها بهذا الشرط، بل ربما عدموا ذلك، وافتضحوا فاصطلحوا على أنه ليس يشترط إلا أن يقرع سمعه دمدمة، وإن كان لا يدري ما يجري، وصحة السماع لا تعرف من قول المحدثين; لأنه ليس من علمهم، بل من علم علماء أصول الفقه، وما ذكرناه مقطوع به في قوانين أصول الفقه، فهذا غرور هؤلاء . أفحش أنواع الغرور