أيها المغرور: أما علمت أن بلغنا ذلك عن بعض أهل العلم قال : لأن تدع درهما واحدا مخافة أن لا يكون حلالا خير لك من أن تتصدق بألف دينار من شبهة لا تدري أيحل لك أم لا فإن زعمت أنك أتقى وأورع من أن تتلبس بالشبهات ، وإنما تجمع المال بزعمك من الحلال للبذل في سبيل الله ، ويحك ! إن كنت كما زعمت بالغا في الورع ، فلا تتعرض للحساب ، فإن خيار الصحابة خافوا المسألة وبلغنا أن بعض الصحابة قال : « ما سرني أن أكتسب كل يوم ألف دينار من حلال وأنفقها في طاعة الله ، ولم يشغلني الكسب عن صلاة الجماعة ، قالوا : ولم ذاك رحمك الله ? قال : لأني غني عن مقام يوم القيامة فيقول : عبدي ، من أين اكتسبت وفي أي شيء أنفقت ؟ فهؤلاء المتقون كانوا في جدة الإسلام والحلال موجود لديهم ، تركوا المال ؛ وجلا من الحساب ؛ مخافة أن لا يقوم خير المال بشره ، وأنت بغاية الأمن والحلال في دهرك مفقود . خوفك من اقتحام الشبهات أعلى وأفضل وأعظم لقدرك عند الله من اكتساب الشبهات وبذلها في سبيل الله وسبيل البر ؟!
تتكالب على الأوساخ .