السبب الرابع : التعجب ، كما أخبر الله تعالى عن الأمم السالفة ; إذ قالوا : ما أنتم إلا بشر مثلنا وقالوا أنؤمن لبشرين مثلنا ولئن أطعتم بشرا مثلكم إنكم إذا لخاسرون ، وأحبوا زوال النبوة عنهم جزعا أن يفضل عليهم من هو مثلهم في الخلقة لا عن قصد تكبر ، وطلب رياسة ، وتقدم عداوة ، أو سبب آخر من سائر الأسباب وقالوا متعجبين : فتعجبوا من أن يفوز برتبة الرسالة ، والوحي ، والقرب من الله تعالى بشر مثلهم ، فحسدوهم ، أبعث الله بشرا رسولا ، وقالوا لولا أنزل علينا الملائكة وقال تعالى أوعجبتم أن جاءكم ذكر من ربكم على رجل منكم الآية .