السادس : أن يعلم أن غضبه من تعجبه من جريان الشيء على وفق مراد الله لا على وفق مراده ، فكيف يقول : مرادي أولى من مراد الله ، ويوشك أن يكون غضب الله عليه أعظم من غضبه .
وأما هكذا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقال عند الغيظ وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا غضبت العمل ، فأن تقول بلسانك : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم . أخذ بأنفها ، وقال : يا عويش قولي : عائشة محمد اغفر لي ذنبي ، وأذهب غيظ قلبي وأجرني من مضلات الفتن . اللهم رب النبي
، فيستحب أن تقول ذلك ، وسبب الحرارة الحركة . فإن لم يزل بذلك ، فاجلس إن كنت قائما واضطجع ، إن كنت جالسا ، واقرب من الأرض التي منها خلقت ; لتعرف بذلك ذل نفسك ، واطلب بالجلوس والاضطجاع ، السكون ، فإن سبب الغضب الحرارة
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الغضب جمرة توقد في القلب .
; ألم تروا إلى انتفاخ أوداجه وحمرة عينيه ، فإذا وجد أحدكم من ذلك شيئا ، فإن كان قائما فليجلس ، وإن كان جالسا فلينم فإن لم يزل ذلك فليتوضأ ، بالماء البارد أو يغتسل ، ; فإن النار لا يطفئها إلا الماء ، فقد قال صلى الله عليه وسلم : . إذا غضب أحدكم فليتوضأ بالماء فإنما ، الغضب من النار
وفي رواية : وقال إن الغضب من الشيطان ، وإن الشيطان خلق من النار ، وإنما تطفأ النار بالماء ، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ ابن عباس . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذا : غضبت فاسكت
وقال أبو هريرة . كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا غضب وهو قائم جلس ، وإذا غضب وهو جالس اضطجع فيذهب غضبه
وقال قال النبي صلى الله عليه وسلم أبو سعيد الخدري
; ألا ترون إلى حمرة عينيه ، وانتفاخ أوداجه ، فمن وجد من ذلك شيئا ، فليلصق خده بالأرض وكأن هذا إشارة إلى السجود ، وتمكين أعز الأعضاء من أذل المواضع ، وهو التراب لتستشعر به النفس الذل ، وتزايل به العزة والزهو الذي هو سبب الغضب وروي أن ألا إن الغضب جمرة في قلب ابن آدم . غضب يوما فدعا بماء فاستنشق وقال : إن الغضب من الشيطان ، وهذا يذهب الغضب وقال عروة بن محمد لما استعملت على عمر اليمن قال لي أبي أوليت ? قلت : نعم ، قال : فإذا غضبت ، فانظر إلى السماء فوقك ، وإلى الأرض تحتك ، ثم عظم خالقهما .
وروي أن أبا ذر قال لرجل : يا ابن الحمراء في خصومة بينهما فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا بلغني أنك اليوم عيرت أخاك بأمه ، فقال : نعم ، فانطلق أبو ذر ليرضي صاحبه ، فسبقه الرجل ، فسلم عليه ، فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا أبا ذر ، ارفع رأسك ، فانظر ، ثم اعلم أنك لست بأفضل من أحمر فيها ولا أسود إلا أن تفضله بعمل ثم قال : إذا غضبت ، فإن كنت قائما فاقعد ، وإن كنت قاعدا فاتكئ ، وإن كنت متكئا فاضطجع . أبا ذر
وقال المعتمر بن سليمان كان رجل ممن كان قبلكم يغضب فيشتد غضبه ، فكتب صحائف وأعطى ، كل صحيفة رجلا ، وقال للأول : إذا غضبت فأعطني هذه ، وقال للثاني : إذا سكن بعض غضبي فأعطني هذه ، وقال للثالث : إذا ذهب غضبي فأعطني هذه ، فاشتد غضبه يوما فأعطي ، الصحيفة الأولى ، فإذا فيها : ما أنت وهذا الغضب ? إنك لست بإله ; إنما أنت بشر يوشك أن يأكل بعضك بعضا ، فسكن بعض غضبه ، فأعطي الثانية ، فإذا فيها : ارحم من في الأرض يرحمك من في السماء ، فأعطي الثالثة ، فإذا فيها : خذ الناس بحق الله ، فإنه لا يصلحهم إلا ذلك ، أي : لا تعطل الحدود وغضب المهدي على رجل ، فقال شبيب : لا تغضب ، لله بأشد من غضبه لنفسه ، فقال : خلوا سبيله .