الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين

مرتضى الزبيدي - محمد بن محمد الحسيني الزبيدي

صفحة جزء
الرابع : أن يتفكر في قبح صورته عند الغضب بأن يتذكر صورة غيره في حالة الغضب ، ويتفكر في قبح الغضب في نفسه ، ومشابهة صاحبه للكلب الضاري ، والسبع العادي ، ومشابهة الحليم الهادي التارك للغضب للأنبياء والأولياء ، والعلماء ، والحكماء ، ويخير نفسه بين أن يتشبه بالكلاب ، والسباع وأراذل ، الناس ، وبين أن يتشبه بالعلماء والأنبياء ، في عادتهم لتميل نفسه إلى حب الاقتداء بهؤلاء إن كان قد بقي معه مسكة من عقل .

التالي السابق


(الرابع: أن يتفكر في قبح صورته عند غضبه) لو رآه في المرآة، أو (بأن يتذكر صورة غيره في حالة الغضب، ويتفكر في قبح الغضب في نفسه، ومشابهة صاحبه بالكلب الضاري، والسبع العادي، ومشابهة الحليم التارك للغضب بالأنبياء، والعلماء، والحكماء، ويخير نفسه بين أن يشبه الكلاب، والسباع، وأرذال الناس، وبين أن يشبه الأنبياء، والعلماء في عادتهم لتميل نفسه إلى حب الاقتداء بهؤلاء إن كان قد بقي معه مسكة عقل) ، أي: بقية منه; وذلك لأن الغضب غول العقل لا يدع فيه شيئا منه، فبعيد عليه أن يتصور هذا المعنى في نفسه، وهو أن يظن أنه من أعقل الناس، ولكن لا بد من التمرين على هذا التصور تكلفا حتى يستأهل لفهمه .




الخدمات العلمية