ومن تأمل جميع ما أوردنا من آفات اللسان علم أنه وعند ذلك يعرف سر قوله صلى الله عليه وسلم : إذا أطلق لسانه لم يسلم . من صمت نجا
لأن هذه الآفات كلها مهالك ومعاطب ، وهي على طريق المتكلم فإن سكت سلم من الكل ، وإن نطق وتكلم خاطر بنفسه ، إلا أن يوافقه لسان فصيح ، وعلم غزير ، وورع حافظ ومراقبة لازمة ويقلل من الكلام فعساه يسلم عند ذلك ، وهو مع جميع ذلك لا ينفك عن الخطر فإن كنت لا تقدر على أن تكون ممن تكلم فغنم فكن ممن سكت فسلم فالسلامة إحدى الغنيمتين .