ومنها فينزل الناس منازلهم . أن يزيد في توقير من تدل هيئته وثيابه على علو منزلته
روي أن رضي الله عنها كانت في سفر فنزلت منزلا فوضعت طعامها فجاء سائل فقالت عائشة ناولوا هذا المسكين قرصا ثم مر رجل على دابة ، فقالت : ادعوه إلى الطعام . عائشة
فقيل لها : تعطين المسكين وتدعين هذا الغني ، فقالت : إن الله تعالى أنزل الناس منازل لا بد لنا من أن ننزلهم تلك المنازل ، هذا المسكين يرضى بقرص ، وقبيح بنا أن نعطي هذا الغني على هذه الهيئة قرصا .
وروي أنه صلى الله عليه وسلم دخل بعض بيوته فدخل عليه أصحابه حتى غص المجلس وامتلأ فجاء فلم يجد مكانا فقعد على الباب فلف رسول الله صلى الله عليه وسلم رداءه فألقاه إليه ، وقال له : اجلس على هذا ، فأخذه جرير بن عبد الله البجلي جرير ووضعه على وجهه ، وجعل يقبله ويبكي ، ثم لفه ورمى به إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال : ما كنت لأجلس على ثوبك أكرمك الله كما أكرمتني ، فنظر النبي صلى الله عليه وسلم يمينا وشمالا ثم قال : إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه .