ومن تتمة الانبساط وترك التكلف ويقبل إشاراتهم فقد قال تعالى أن يشاور إخوانه في كل ما يقصده وشاورهم في الأمر وينبغي أن لا يخفي عنهم شيئا من أسراره كما روي أن يعقوب ابن أخي معروف قال : جاء أسود بن سالم إلى عمي معروف وكان مواخيا له فقال : إن يحب مؤاخاتك وهو يستحي أن يشافهك بذلك وقد أرسلني إليك يسألك أن تعقد له فيما بينك وبينه أخوة يحتسبها ويعتد بها إلا أنه يشترط فيها شروطا لا يحب أن يشتهر بذلك ولا ، يكون بينك وبينه مزاورة ولا ملاقاة ؛ فإنه يكره كثرة الالتقاء ، فقال بشر بن الحارث معروف أما أنا لو آخيت أحدا لم أحب مفارقته ليلا ولا نهارا ولزرته في كل وقت وآثرته على نفسي في كل حال .