الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين

مرتضى الزبيدي - محمد بن محمد الحسيني الزبيدي

صفحة جزء
وأما المبتدع ففي صحبته خطر سراية البدعة وتعدي شؤمها إليه ، فالمبتدع مستحق للهجر والمقاطعة فكيف تؤثر صحبته وقد قال عمر رضي الله عنه في الحث على طلب التدين في الصديق فيما رواه سعيد بن المسيب قال عليك بإخوان الصدق تعش في أكنافهم فإنهم زينة في الرخاء وعدة في البلاء ، وضع أمر أخيك على أحسنه حتى يجيئك ما يغلبك منه ، واعتزل عدوك واحذر صديقك إلا الأمين من القوم ولا أمين إلا من خشي الله فلا ، تصحب الفاجر فتتعلم من فجوره ولا تطعه على سرك ، واستشر في أمرك الذين يخشون الله تعالى .

التالي السابق


(وأما المبتدع ففي صحبته خطر سراية البدعة وتعدي شؤمها إليه، فالمبتدع مستحق للهجرة والمقاطعة) وعدم المصافاة (وكيف تؤثر صحبته وقد قال عمر -رضي الله عنه- في الحث في طلب التدين في الصديق فيما رواه سعيد بن المسيب) ولفظ القوت: وفي وصية عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- التي رويناها عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن سعيد بن المسيب قال: قال عمر -رضي الله عنه-، قلت: وسعيد بن المسيب لم يدرك عمر باتفاق المحدثين إلا أنه كان راوية أخباره لكثرة تتبعه لها (عليك بإخوان الصدق تعش في أكنافهم فإنهم زينة في الرخاء وعدة في البلاء، وضع أمر أخيك على أحسنه حتى يجيئك ما يغلبك منه، واعتزل عدوك واحذر صديقك) من القوم (إلا الأمين ولا أمين إلا من يخشى الله، ولا تصحب الفاجر فتتعلم من فجوره ولا تطلعه على سرك، واستشر في أمرك الذين يخشون الله تعالى) كذا في القوت .

وقال أبو نعيم في الحلية: حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا محمد ابن أبي سهيل حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبد الله بن إدريس عن محمد بن عجلان عن إبراهيم بن مرة عن محمد بن شهاب قال: قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: لا تعترض فيما لا يعنيك واعتزل عدوك واحتفظ من خليلك إلا الأمين؛ فإن الأمين من القوم لا يعادل، ولا تصحب الفاجر فيعلمك من فجوره، ولا تفش إليه سرك، واستشر في أمرك الذين يخشون الله عز وجل.




الخدمات العلمية