مسألة .
وخدمهم حرام كمعاملتهم ; بل أشد . معاملة قضاتهم وعمالهم
أما القضاة فلأنهم يأخذون من أموالهم الحرام الصريح ، ويكثرون جمعهم ويغرون الخلق بزيهم فإنهم على زي العلماء ويختلطون بهم ويأخذون من أموالهم والطباع ، مجبولة على التشبه والاقتداء ، بذوي الجاه والحشمة فهم ، سبب انقياد الخلق إليهم .
وأما الخدم والحشم ، فأكثر أموالهم من الغصب الصريح ولا يقع في أيديهم مال مصلحة وميراث وجزية ، ولا ، وجه حلال حتى تضعف الشبهة باختلاط الحلال بمالهم .
قال : لا أشهد عندهم وإن تحققت لأني أخاف تعديهم على من شهدت عليه . طاوس
وبالجملة إنما فسدت الرعية بفساد الملوك وفساد الملوك بفساد العلماء فلولا القضاة السوء والعلماء السوء لقل فساد الملوك خوفا من إنكارهم .
ولذلك قال صلى الله عليه وسلم : لا تزال هذه الأمة تحت يد الله وكنفه ما يمالئ قراؤها أمراءها .
وإنما ذكر القراء لأنهم كانوا هم العلماء ، وإنما كان علمهم بالقرآن ومعانيه المفهومة بالسنة .
، وما وراء ذلك من العلوم فهي محدثة بعدهم .
وقد قال سفيان لا تخالط السلطان ولا من يخالطه .
وقال صاحب القلم وصاحب الدواة وصاحب القرطاس ، وصاحب الليطة بعضهم شركاء بعض .
وقد صدق فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن في الخمر عشرة حتى العاصر والمعتصر .
وقال رضي الله عنه آكل الربا وموكله وشاهداه وكاتبه ملعونون على لسان محمد صلى الله عليه وسلم . ابن مسعود
وكذا رواه جابر وعمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .