ما يدرك بالضرورة وإنما القصد أن نورد ما وردت به الأخبار والآيات في ذكر شرفه وقد سماه الله نورا في قوله تعالى : فشرف العقل الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة وسمى ، العلم المستفاد منه روحا ووحيا وحياة فقال تعالى : وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا وقال سبحانه : أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس وحيث ذكر النور والظلمة أراد به العلم والجهل كقوله يخرجهم من الظلمات إلى النور .
وقال صلى الله عليه وسلم يا : أيها الناس اعقلوا عن ربكم وتواصوا بالعقل تعرفوا ما أمرتم به ، وما نهيتم عنه واعلموا أنه ينجدكم عند ربكم واعلموا أن العاقل من أطاع الله ، وإن كان دميم المنظر حقير الخطر دنيء المنزلة رث الهيئة وأن الجاهل من عصى الله تعالى وإن كان جميل المنظر عظيم الخطر شريف المنزلة حسن الهيئة فصيحا نطوقا فالقردة والخنازير أعقل عند الله تعالى ممن عصاه ولا تغتر بتعظيم أهل الدنيا إياهم فإنهم من الخاسرين .