قال : " اللهم هذا إقبال ليلك وإدبار نهارك وأصوات دعاتك " كما سبق ثم يجيب المؤذن ويشتغل بصلاة المغرب وبالغروب قد انتهت أوراد النهار فينبغي أن يلاحظ العبد أحواله ، ويحاسب نفسه فقد انقضى من طريقه مرحلة فإن ساوى يومه أمسه فيكون مغبونا وإن ، كان شرا منه فيكون ملعونا فقد قال صلى الله عليه وسلم : ويستحب أن يقرأ قبل غروب الشمس والشمس وضحاها ، والليل إذا يغشى ، والمعوذتين ولتغرب الشمس عليه وهو في الاستغفار فإذا سمع الأذان " لا بورك لي في يوم لا أزداد فيه خيرا " فإن رأى نفسه متوفرا على الخير جميع نهاره ، مترفها عن التجشم كانت بشارة فليشكر الله تعالى على توفيقه وتسديده إياه لطريقه وإن تكن الأخرى فالليل خلفه النهار فليعزم على تلافي ما سبق من تفريطه فإن الحسنات يذهبن السيئات وليشكر الله تعالى على صحة جسمه وبقاء بقية من عمره طول ليله ليشتغل بتدارك تقصيره وليحضر في قلبه أن : نهار العمر له آخر تغرب فيه شمس الحياة ، فلا يكون لها بعدها طلوع وعند ذلك يغلق باب التدارك والاعتذار ، فليس العمر إلا أياما معدودة تنقضي لا محالة جملتها بانقضاء آحادها .