الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين

مرتضى الزبيدي - محمد بن محمد الحسيني الزبيدي

صفحة جزء
الوظيفة الثانية في هذا الوقت : الخيرات المتعلقة بالناس التي جرت بها العادات بكرة من عيادة مريض وتشييع جنازة ومعاونة على بر وتقوى وحضور مجلس علم وما يجري مجراه من قضاء حاجة لمسلم وغيرها ، فإن لم يكن شيء من ذلك عاد إلى الوظائف الأربع التي قدمناها من الأدعية والذكر والقراءة والفكر

التالي السابق


( الوظيفة الثانية في هذا الوقت: الخيرات المتعلقة بالناس التي جرت بها العادة بكرة) أي: في أول النهار ( من عيادة المريض) إن علم ( وتشييع الجنازة) إن حضرت ( ومعونة على بر وتقوى) يسعى فيها إن كانت مما فرض عليه، أو ندب إليه، مما يختص به لنفسه، أو يعود نفعه على غيره، ويكون أيضا مما يخاف فوته بفوت وقته .

( وحضور مجلس علم) مما يقربه إلى الله زلفى، فيتعلمه أو يستمعه من أفواه العلماء بالله الموثوق بعلمهم، فقد قال تعالى: ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه وقال -صلى الله عليه وسلم-: "من غدا من بيته في طلب العلم فهو في سبيل الله حتى يرجع" وفي حديث أبي ذر: "حضور مجلس علم أفضل من صلاة ألف ركعة، وأفضل من شهود ألف جنازة، ومن عيادة ألف مريض، قيل: ومن قراءة القرآن؟ فقال: وهل تنفع قراءة القرآن إلا بعلم" وقد تقدم هذا وأمثاله في كتاب فضل العلم .

( وما يجري مجراه من قضاء حاجة لمسلم، ونحو ذلك) مما فرض عليه أو ندب إليه ( فإن لم يكن شيء من ذلك عاد إلى الوظائف الأربعة التي قدمناها من الأدعية والذكر والقراءة والفكر) من غير فتور، إما ظاهرا أو باطنا [ ص: 142 ] أو قلبا أو قالبا، وإلا فباطنا، وترتيب ذلك أن يصلي ما دام منشرحا، ونفسه مجيبة، فإن سئم ينزل من الصلاة إلى التلاوة، فإن مجرد التلاوة أخف على النفس من الصلاة، فإن سئم التلاوة تنزل أيضا بذكر الله تعالى بالقلب واللسان، فهو أخف من القراءة، فإن سئم الذكر أيضا يدع ذكر اللسان ويلازم المراقبة، والمراقبة علم القلب بنظر الله تعالى إليه، فما دام هذا العلم ملازما للقلب فهو مراقب، والمراقبة عين الذكر وأفضله .




الخدمات العلمية