الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين

مرتضى الزبيدي - محمد بن محمد الحسيني الزبيدي

صفحة جزء
دعاء أبي بكر الصديق رضي الله عنه .

علم رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر الصديق رضي الله عنه أن يقول : اللهم إني أسألك بمحمد نبيك ، وإبراهيم خليلك ، وموسى نجيك ، وعيسى كلمتك وروحك وبتوراة موسى ، وإنجيل عيسى وزبور ، داود ، وفرقان محمد صلى الله عليه وسلم وعليهم أجمعين وبكل وحي أوحيته أو قضاء قضيته أو سائل أعطيته أو غني أفقرته أو فقير أغنيته أو ضال هديته وأسألك باسمك الذي أنزلته على موسى صلى الله عليه وسلم وأسألك باسمك الذي بثثت به أرزاق العباد ، وأسألك باسمك الذي وضعته على الأرض فاستقرت وأسألك باسمك الذي وضعته على السماوات فاستقلت وأسألك باسمك الذي وضعته على الجبال فرست وأسألك باسمك الذي استقل به عرشك وأسألك باسمك الطهر الطاهر الأحد الصمد الوتر المنزل في كتابك من لدنك من النور المبين وأسألك باسمك الذي وضعته على النهار فاستنار وعلى الليل فأظلم ، وبعظمتك وكبريائك ، وبنور وجهك الكريم أن ترزقني القرآن والعلم به وتخلطه بلحمي ودمي وسمعي وبصري ، وتستعمل به جسدي بحولك وقوتك ؛ فإنه لا حول ولا قوة إلا بك ، يا أرحم الراحمين .

التالي السابق


* ( دعاء أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- علمه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أبا بكر الصديق) * رضي الله عنه

( أن يقول: اللهم إني أسألك بمحمد نبيك، وإبراهيم خليلك، وموسى نجيك، وعيسى كلمتك وروحك) وفي بعض النسخ: روحك وكلمتك ( وبتوراة موسى، وإنجيل عيسى، وزابور داود، وفرقان محمد -صلى الله عليه وسلم- وبكل وحي أوحيته) إلى رسلك وأنبيائك ( أو قضاء قضيته) في خلقك ( أو سائل أعطيته) ما سأل ( أو غني أقنيته) أي: جعلته صاحب قنية ( أو فقير أغنيته) من فقره ( أو ضال هديته) إلى الصراط المستقيم ( وأسألك باسمك الذي أنزلته على موسى -عليه السلام- وأسألك باسمك الذي ثبت) ولفظ القوت [ ص: 67 ] قسمت ( به أرزاق العباد، وأسألك باسمك الذي وضعته على الأرض فاستقرت) عن الاضطراب ( وأسألك باسمك الذي وضعته على السموات فاستقلت) أي: حملت ( وأسألك باسمك الذي وضعته على الجبال فأرست) وفي نسخة: فرست ( وأسألك باسمك الذي استقل به عرشك) أي: حمل ( وأسألك باسمك الطهر الطاهر) الأول وصف على المبالغة ( الأحد الصمد الوتر المبارك المنزل في كتابك من لدنك) أي: من عندك ( من النور المبين) أي: الظاهر ( وأسألك باسمك الذي وضعته على النهار فاستنار) أي: أضاء ( وعلى الليل فأظلم، وبعظمتك وكبريائك، وبنور وجهك الكريم أن) تصلي على محمد وآله، وأن ( ترزقني القرآن) أي: جمعه في صدري ( والعلم به) أي: الفهم بمعانيه ( وتخلطه بلحمي ودمي وسمعي وبصري، وتستعمل به جسدي بحولك وقوتك؛ فإنه لا حول ولا قوة إلا بك، يا أرحم الراحمين) هكذا ساقه صاحب القوت بطوله .

وقال العراقي: رواه أبو الشيخ في كتاب الثواب من رواية عبد الملك بن هارون بن عنترة أن أبا بكر أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: إني أتعلم القرآن وينفلت مني، فذكره، وعبد الملك وأبوه ضعيفان، وهو منقطع بين هارون وأبي بكر. اهـ .

قلت: وقد روي في دعاء أبي بكر -رضي الله عنه- غير ما أورده المصنف، فمن ذلك ما رواه الترمذي، وقال: حسن غريب من حديث عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأبي بكر: "قل: اللهم فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة، لا إله إلا أنت، رب كل شيء ومليكه، أعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشيطان وشركه، وأن أقترف على نفسي سوءا أو أجره إلى مسلم".

وروى ابن أبي شيبة، وأحمد، والشيخان، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، وابن خزيمة، وأبو عوانة، وابن حبان، والدارقطني في الأفراد، عن أبي بكر -رضي الله عنه- قال: قلت لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "علمني دعاء أدعو به في صلاتي، قال: قل اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا، ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك، وارحمني؛ إنك أنت الغفور الرحيم".

وروى أحمد، وابن منيع، والشاشي، وأبو يعلى، وابن السني في اليوم والليلة، والضياء، عن أبي بكر -رضي الله عنه- قال: "أمرني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن أقول إذا أصبحت وإذا أمسيت وإذا أخذت مضجعي من الليل: اللهم فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت رب كل شيء ومليكه، أشهد أن لا إله إلا أنت، وحدك لا شريك لك، وأن محمدا عبدك ورسولك، أعوذ بك من شر نفسي، وشر الشيطان وشركه، وأن أقترف على نفسي سوءا أو أجره إلى مسلم".




الخدمات العلمية