الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين

مرتضى الزبيدي - محمد بن محمد الحسيني الزبيدي

صفحة جزء
دعاء عائشة رضي الله عنها .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها : " عليك بالجوامع الكوامل قولي : اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله ، ما علمت منه وما لم أعلم ، وأعوذ بك من الشر كله ، عاجله وآجله ، ما علمت وما لم أعلم ، وأسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل ، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل ، وأسألك من الخير ما سألك عبدك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم وأستعيذك مما استعاذك منه عبدك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم وأسألك ما قضيت لي من أمر أن تجعل عاقبته رشدا برحمتك يا أرحم الراحمين .

التالي السابق


( دعاء عائشة رضي الله عنها) وإنما نسب إليها لكون النبي -صلى الله عليه وسلم- علمها إياه ( قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لعائشة -رضي الله عنها-: "عليك بالجوامع الكوامل) أي: بالدعاء الجامع لسائر معاني الأدعية ( قولي: اللهم إني) أسألك الصلاة على محمد وعلى آل محمد، و ( أسألك من الخير كله عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله، عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم، وأسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل، وأسألك من الخير ما سألك) وفي رواية: من خير ما سألك ( عبدك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم) وفي رواية: عبدك ونبيك ( وأستعيذك مما استعاذك منه) وفي رواية: وأعوذ بك من شر ما عاذ به ( عبدك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم) وفي رواية: عبدك ونبيك ( وأسألك ما قضيت لي من أمر أن تجعل عاقبته رشدا برحمتك يا أرحم الراحمين) وفي رواية: وأسألك أن تجعل كل قضاء قضيته لي خيرا .

تبع المصنف في سياقه صاحب القوت، إلا في الصلاة في أوله، فقد ذكره صاحب القوت كما ذكرناه، قال الحليمي في المنهاج: هذا من جوامع الدعاء التي استحب الشارع الدعاء بها؛ لأنه إذا دعا بها فقد سأل الله من كل شيء، وتعوذ به من كل شر ولو اقتصر الداعي على طلب حسنة بعينها أو دفع سيئة بعينها كان قد قصر في النظر لنفسه. اهـ .

وقال الراغب: فيه تنبيه على أن حق العاقل أن يرغب إلى الله تعالى في أن يعطيه من الخيور ما فيه مصلحة، وأن يبذل جهده مستعينا بالله في اكتساب ما له كسبه في كل حال، وفي كل زمان ومكان، قال: والخير المطلق هو المختار من أجل نفسه، والمختار غيره لأجله، وهو الذي يتشوفه كل عاقل. اهـ .

وقال العراقي: رواه ابن ماجه، والحاكم، وصححه من حديثها. اهـ .

قلت: وكذلك رواه البخاري في الأدب المفرد، وأحمد في المسند، وابن عساكر في التاريخ .




الخدمات العلمية