الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين

مرتضى الزبيدي - محمد بن محمد الحسيني الزبيدي

صفحة جزء
فضيلة التهليل .

قال صلى الله عليه وسلم : " أفضل ما قلته أنا والنبيون من قبلي : لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له وقال صلى الله عليه وسلم : " من قال لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له له ، الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير كل يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب ، وكتبت له مائة حسنة ، ومحيت عنه مائة سيئة ، وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك " وقال صلى الله عليه وسلم : " ما من عبد توضأ فأحسن ، الوضوء ، ثم رفع طرفه إلى السماء ، فقال : أشهد أن لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، إلا فتحت له أبواب الجنة يدخل من أيها شاء " وقال صلى الله عليه وسلم : " ليس على أهل لا إله إلا الله وحشة في قبورهم ، ولا في نشورهم كأني أنظر إليهم عند الصيحة ينفضون رؤوسهم من التراب ، ويقولون : الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور " وقال صلى الله عليه وسلم أيضا لأبي هريرة : " يا أبا هريرة إن كل حسنة تعملها توزن يوم القيامة ، إلا شهادة أن لا إله إلا الله ، فإنها لا توضع في ميزان ؛ لأنها لو وضعت في ميزان من قالها صادقا ووضعت السماوات السبع والأرضون السبع وما فيهن كان لا إله إلا الله أرجح من ذلك " وقال صلى الله عليه وسلم : " لو جاء قائل لا إله إلا الله صادقا بقراب الأرض ذنوبا لغفر الله له ذلك " وقال صلى الله عليه وسلم : " يا أبا هريرة لقن الموتى شهادة أن لا إله إلا الله ؛ فإنها تهدم الذنوب هدما ، قلت : يا رسول الله هذا للموتى ، فكيف للأحياء قال صلى الله عليه وسلم ؟ : هي أهدم وأهدم " وقال صلى الله عليه وسلم : " من قال لا إله إلا الله مخلصا دخل الجنة " وقال صلى الله عليه وسلم : لتدخلن الجنة كلكم إلا من أبى وشرد عن الله عز وجل شراد البعير عن أهله ، فقيل : يا رسول الله من الذي يأبى ويشرد عن الله ؟ قال : من لم يقل : لا إله إلا الله " فأكثروا من قول : لا إله إلا الله قبل أن يحال بينكم وبينها فإنها كلمة التوحيد وهي كلمة الإخلاص وهي كلمة التقوى وهي كلمة طيبة وهي دعوة الحق وهي العروة الوثقى وهي ثمن الجنة .

وقال الله عز وجل : هل جزاء الإحسان إلا الإحسان فقيل : الإحسان في الدنيا : قول لا إله إلا الله وفي ، الآخرة الجنة وكذا قوله تعالى : للذين أحسنوا الحسنى وزيادة وروى البراء بن عازب أنه صلى الله عليه وسلم قال من قال لا : " إله إلا الله وحده لا شريك له له ، الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير عشر مرات كانت له عدل رقبة ، أو قال نسمة " وروى عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من قال في يوم مائتي مرة : لا إله إلا الله وحده لا شريك له له ، الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير لم يسبقه أحد كان قبله ، ولا يدركه أحد بعده إلا من عمل بأفضل من عمله " وقال صلى الله عليه وسلم : " من قال في سوق من الأسواق : لا إله إلا الله وحده لا شريك له له ، الملك وله الحمد ، يحيي ويميت وهو ، على كل شيء قدير ، كتب الله له ألف ألف حسنة ومحا ، عنه ألف ألف سيئة وبنى ، له بيتا في الجنة .

" ويروى إن " العبد إذا قال : لا إله إلا الله أتت إلى صحيفته فلا تمر على خطيئة إلى محتها ، حتى تجد حسنة مثلها فتجلس إلى جنبها " وفي الصحيح عن أيوب عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : من قال : لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له له ، الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ، عشر مرات ، كان كمن أعتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل صلى الله عليه وسلم " وفي الصحيح أيضا عن عبادة بن الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من تعار من الليل فقال لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له له ، الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، ثم قال : اللهم اغفر لي غفر له أو دعا استجيب له ، فإن توضأ وصلى قبلت صلاته .

التالي السابق


( فضيلة التهليل)

( قال -صلى الله عليه وسلم-: "أفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير") تقدم الكلام عليه مفصلا في الباب الثاني من كتاب الحج .

( وقال -صلى الله عليه وسلم-: "من قال لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزا من الشيطان يومه) ذلك ( حتى يمسي، ولم يأت بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك") رواه مالك في الموطأ، عن سمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وفيه: "ولم يأت أحد بأفضل مما جاء إلا من عمل أكثر من ذلك".

أخرجه البخاري عن عبد الله بن يوسف، ومسلم عن يحيى بن يحيى، كلاهما عن مالك. وأخرجه الترمذي، عن إسحاق بن موسى، عن معن بن عيسى. وابن ماجه عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن زيد بن الحباب، كلاهما عن مالك.

( وقال -صلى الله عليه وسلم-: "ما من عبد توضأ، ثم أحسن الوضوء، ثم رفع طرفه إلى السماء، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء") رواه أبو داود من حديث عقبة بن عامر، وقد تقدم مفصلا في كتاب الطهارة .

( وقال -صلى الله عليه وسلم-: "ليس على أهل لا إله إلا الله) يعني: من نطق بها عن صدق وإخلاص، فمن قدم على ربه وهو مصر على الذنوب فليس من أهل هذه الكلمة، بل من أهل قولها؛ ولذلك قال تعالى: فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون أي: عن صدق لا إله إلا الله، ولم يقل: عما كانوا يقولون ( وحشة في قبورهم، ولا في النشور) أي: يوم النشور والحشر ( كأني أنظر إليهم عند الصيحة) أي: نفخة إسرافيل الثانية للقيام من القبور للحشر ( ينفضون رؤوسهم من التراب، ويقولون: الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور ") قال العراقي: رواه أبو يعلى، والطبراني، والبيهقي في الشعب، من حديث ابن عمر بسند ضعيف [ ص: 11 ] اهـ .

قلت: هو في المعجم الكبير للطبراني، وكذا في الأوسط بلفظ "في الموت، ولا في القبور، ولا في النشور" قال الهيثمي: رواه الطبراني من طريقين، في إحداهما وهي المذكورة هنا يحيى الحماني، وفي الأخرى: مجاشع بن عمر، وكلاهما ضعيف. اهـ. وأورده ابن الجوزي في الواهيات وأعله .

( وقال -صلى الله عليه وسلم- لأبي هريرة: "يا أبا هريرة إن كل حسنة تعملها توزن يوم القيامة، إلا شهادة أن لا إله إلا الله، فإنها لا توضع في ميزان؛ لأنها لو وضعت في ميزان من قالها صادقا ووضعت السموات والأرضون السبع وما فيهن كانت لا إله إلا الله أرجح من ذلك") قال العراقي: هذه الوصية لأبي هريرة موضوعة، وآخر الحديث رواه المستغفري في كتاب الدعوات: "ولو جعلت لا إله إلا الله" وهو معروف من حديث أبي سعيد "لو أن السموات السبع وعامرهن والأرضين السبع في كفة مالت بهن لا إله إلا الله" رواه النسائي في اليوم والليلة، وابن حبان، والحاكم وصححه. اهـ .

قلت: وروى الديلمي، عن أبي هريرة: "ولو جعلت لا إله إلا الله في كفة وجعلت السموات والأرض في كفة، لربحت بهن لا إله إلا الله".

وروى الطبراني، عن ابن عباس في أثناء حديث: "والذي نفسي بيده لو جيء بالسموات والأرضين ومن فيهن، وما تحتهن، وما بينهن، فوضعت في كفة الميزان، ووضعت شهادة أن لا إله إلا الله في الكفة الأخرى، لرجحت بهن".

( وقال -صلى الله عليه وسلم-: "لو جاء قائل لا إله إلا الله صادقا بقراب الأرض ذنوبا لغفر له ذلك") قال العراقي: غريب بهذا اللفظ، وللترمذي من حديث لأنس: "يقول الله يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة" وقال حسن .

ولأبي الشيخ في كتاب الثواب من حديث أنس: "يا رب ما جزاء من هلل مخلصا من قلبه؟ قال: جزاؤه أن يكون كيوم ولدته أمه من الذنوب" وفيه انقطاع .

( وقال -صلى الله عليه وسلم-: "يا أبا هريرة لقن الموتى شهادة أن لا إله إلا الله؛ فإنها تهدم الذنوب، قلت: يا رسول الله هذا للموتى، فكيف للأحياء؟ فقال: هي أهدم وأهدم") قال العراقي: رواه أبو منصور الديلمي في مسند الفردوس من طريق ابن المقرئ، من حديث أبي هريرة، وفيه موسى بن وردان، مختلف فيه. ورواه أبو يعلى من حديث أنس بسند ضعيف، ورواه ابن أبي الدنيا في المحتضرين من حديث الحسن مرسلا. اهـ .

قلت: ولفظ الديلمي في الفردوس: "لقنوا موتاكم لا إله إلا الله؛ فإنها تهدم الخطايا كما يهدم السيل البنيان، قالوا: فكيف هي للأحياء؟ قال: أهدم وأهدم".

وروى الطبراني في الكبير عن ابن عباس رفعه: "لقنوا موتاكم شهادة أن لا إله إلا الله، فمن قالها عند موته وجبت له الجنة، قالوا: يا رسول الله فمن قالها في صحته؟ قال: تلك أوجب و أوجب".

( وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "من قال لا إله إلا الله مخلصا دخل الجنة" ) قال العراقي: رواه الطبراني من حديث زيد بن أرقم بإسناد ضعيف اهـ .

قلت: وكذلك رواه أبو نعيم في الحلية، والحكيم الترمذي في نوادر الأصول، زادوا في روايتهم: "قيل وما إخلاصها؟ قال: أن تحجزه عن محارم الله".

رواه ابن النجار في تاريخه من حديث أنس بزيادة: "قيل: أفلا أبشر الناس؟ قال: لا؛ لأني أخاف أن يتكلوا".

ورواه بلفظ المصنف البزار، والطبراني في الأوسط، عن أبي سعيد الخدري. والبغوي، والطبراني في الكبير، عن أبي شيبة الخدري.

( وقال -صلى الله عليه وسلم-: لتدخلن الجنة كلكم إلا من أبي وشرد شرود البعير على أهله، فقيل: يا رسول الله ومن يأبى؟ قال: من لم يقل: لا إله إلا الله") رواه البخاري بلفظ: "كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى" زاد الحاكم وصححه: "وشرد شرود البعير على أهله" قال البخاري: "قالوا: يا رسول الله ومن يأبى؟ قال: من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبي".

( فأكثروا) روى ابن عدي وأبو يعلى والطبراني في الدعاء والخطيب من حديث أبي هريرة، رفعه "أكثروا" ( من قول: لا إله إلا الله قبل أن يحال بينكم وبينها) "ولقنوها موتاكم".

في طريق ابن عدي: موسى بن وردان، مختلف فيه، وأما طريق أبي يعلى فقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير ضمام بن إسماعيل، وهو ثقة ( فإنها كلمة التوحيد) رواه أبو الشيخ في الثواب من حديث الحكم بن عمير مرسلا: "إذا قلت: لا إله إلا الله فهي كلمة التوحيد" الحديث، والحكم ضعيف ( وهي كلمة الإخلاص) رواه الطبراني في الدعاء من حديث عبد الله بن عمرو: "كلمة الإخلاص لا إله إلا الله" الحديث .

ولأبي بكر بن الضحاك [ ص: 12 ] في الشمائل من حديث ابن مسعود في إجابة المؤذن: "اللهم رب هذه الدعوة المجابة المستجاب لها، دعوة الحق وكلمة الإخلاص".

( وهي كلمة التقوى) رواه الترمذي من حديث البراء بن عازب " وألزمهم كلمة التقوى قال: لا إله إلا الله" رواه الطبراني من حديث سلمة بن الأكوع ( وهي الكلمة الطيبة) رواه الطبراني في الدعاء عن ابن عباس: " كلمة طيبة قال: شهادة أن لا إله إلا الله".

( وهي دعوة الحق) رواه أبو بكر بن الضحاك في الشمائل من حديث ابن مسعود، كما تقدم قريبا، ورواه الطبراني في الدعاء عن ابن عباس: "قوله: دعوة الحق قال: شهادة أن لا إله إلا الله".

( وهي العروة الوثقى) رواه الطبراني عن ابن عباس قال: "العروة الوثقى هي شهادة أن لا إله إلا الله" ( وهي ثمن الجنة) رواه ابن عدي والمستغفري من حديث أنس. قال العراقي: ولا يصح شيء منها. ( وقال الله عز وجل: هل جزاء الإحسان إلا الإحسان فقيل: الإحسان في الدنيا: قول لا إله إلا الله، والإحسان في الآخرة الجنة) سمى كلا منهما إحسانا ( وكذلك قوله عز وجل: للذين أحسنوا الحسنى ) أحسنوا: أي: قالوا: لا إله إلا الله، لهم الحسنى، أي: الجنة ( وزيادة) هو النظر إلى وجه الله الكريم، ويروى عن أبي بكر: "الحسنى الحسنة، والزيادة النظر إلى وجه الله تعالى" رواه أبو بكر بن أبي شيبة، والدارقطني، وابن جرير، وابن المنذر.

( وروى البراء بن عازب) الأوسي الأنصاري، شهد أحدا، وتوفي بعد السبعين -رضي الله عنه- ( أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير عشر مرات كانت له عدل رقبة، أو) قال: ( نسمة") قال العراقي: رواه الحاكم، وقال: صحيح على شرطهما، وهو عند أحمد دون قوله: "عشر مرات" اهـ .

قلت: وكذلك رواه أبو داود الطيالسي، وابن أبي شيبة، والنسائي، وأبو يعلى، والروياني، وابن حبان، والطبراني في الصلاة، والضياء في المختارة بلفظ: "كعدل نسمة" .

( وروى عمرو بن شعيب) بن محمد بن عبد الله السهمي، أقام بالطائف، قال يحيى القطان: إذا روى عنه ثقة فهو حجة، وقال أحمد: وربما احتججنا به، وقال البخاري: رأيت أحمد وابن المديني وإسحاق وأبا عبيد وعامة أصحابنا يحتجون به، مات بالطائف سنة 118 ( عن أبيه) هو سفيان بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاصي السهمي، روى عنه ابناه عمرو وعمر وثابت البناني ( عن جده) الضمير عائد إلى قوله: "أبيه" لا إلى عمرو، وجده المذكور هو عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- وسماع عمرو سبعا عن جد أبيه متيقن ثابت عند الأئمة .

وقد روى شعيب أيضا عن أبيه محمد بن عبد الله إن كان محفوظا، ومن العلماء من لا يحتج بهذا الإسناد؛ لما فيه من اشتباه عود الضمير إلى عمرو، وهو الظاهر، أو إلى شعيب، وهو المختلف فيه، فتركوه لذلك، فإن جاء في رواية: عن جده عبد الله مصرحا به، فهو مقبول قطعا .

( أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: "من قال في يوم مائتي مرة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير لم يسبقه أحد كان قبله، ولا يدركه أحد كان بعده إلا من عمل بأفضل من عمله") قال العراقي: رواه أحمد بلفظ: "مائة مرة" وكذا رواه الحاكم في المستدرك، وإسناده جيد، وكذا هو في بعض نسخ الإحياء اهـ .

قلت: هكذا هو في رواية أحمد والحاكم، ورواه الطبراني في الكبير نحوه، والذي رواه ابن السني في عمل اليوم والليلة، والخطيب عن عمرو بن شعيب بلفظ: "مائة مرة إذا أصبح ومائة إذا أمسى لم يجئ أحد بأفضل من عمله إلا من عمل أفضل من ذلك".

ورواه ابن أبي شيبة في المصنف عن أبي الدرداء موقوفا عليه مثله، ورواه إسماعيل عن عبد الغافر في الأربعين له، عن عمرو بن شعيب بلفظ: "ألف مرة جاء يوم القيامة فوق كل عمل إلا عمل نبي أو رجل زاد في التهليل".

( وقال عمر) بن الخطاب ( رضي الله عنه: "من قال) حين يدخل ( في سوق من الأسواق: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت وهو حي لا يموت، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير، كتب له ألف ألف حسنة، ومحيت عنه ألف ألف سيئة، وبني له بيت في الجنة") رواه ابن ماجه، والحكيم الترمذي، وابن السني من حديث سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، عن جده، لكنه مرفوعا، وضعف زاد الحكيم في روايته: "ورفعت له ألف ألف درجة" وهو في الأربعين لإسماعيل بن عبد الغافر الفارسي من حديث ابن عمر بدون هذه الزيادة، ورواه ابن السني عن [ ص: 13 ] ابن عباس رفعه، بلفظ: "كتب الله له ألفي ألف حسنة".

( ويروى "أن العبد إذا قال: لا الله إلا الله أتت على صحيفته فلا تمر على خطيئة إلا محيت، حتى تجد حسنة مثلها فتجلس إلى جانبها") قال العراقي: رواه أبو يعلى من حديث أنس بسند ضعيف ( وفي الصحيح عن أبي أيوب) الأنصاري -رضي الله عنه- ( عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: من قال: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، عشر مرات، كان كمن أعتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل عليه السلام") رواه البخاري ومسلم هكذا. وعند الترمذي، وللطبراني في الكبير، والبيهقي في السنن بلفظ: "كانت له عدل أربع رقاب من ولد إسماعيل" ورواه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف، وعبد بن حميد بلفظ: "كن له كعدل عشر رقاب" وعند ابن حبان: "كان له عدل نسمة" ورواه ابن أبي شيبة عن ابن مسعود موقوفا، وفي رواية لأحمد والطبراني والضياء: "كتب الله له عشر حسنات، وحط عنه عشر سيئات، ورفعه عشر درجات، وكن له كعتق عشر رقاب، وكن له مسلحة من أول النهار إلى آخره، ولم يعمل يومئذ عملا يقهرهن".

( وفي الصحيح أيضا عن عبادة بن الصامت) أبو الوليد الخزرجي، من بني عمرو بن عوف ( رضي الله عنه) بدري نقيب، أحد من جمع القرآن، وكان طويلا جسيما، مات عن اثنين وسبعين سنة بالرملة سنة 34 ( عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من تعار) أي: استيقظ ( من الليل فقال) حين يستيقظ: ( لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد) وفي رواية هنا زيادة: "يحيي ويميت، بيده الخير" ( وهو على كل شيء قدير، وسبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: اللهم اغفر لي أو دعا استجيب له، فإن توضأ وصلى قبلت صلاته) رواه أحمد والدارمي والبخاري وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن حبان والطبراني في الكبير .




الخدمات العلمية