الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين

مرتضى الزبيدي - محمد بن محمد الحسيني الزبيدي

صفحة جزء
وأما الآثار فقد قال الفضيل بلغنا إن الله عز وجل قال عبدي : اذكرني بعد الصبح ساعة وبعد العصر ساعة أكفك ما بينهما .

" وقال بعض العلماء : إن الله عز وجل يقول : أيما عبد اطلعت على قلبه فرأيت الغالب عليه التمسك بذكري توليت سياسته ، وكنت جليسه ومحادثه وأنيسه .

" وقال الحسن الذكر ذكران ذكر الله عز وجل بين نفسك وبين الله عز وجل ما أحسنه وأعظم أجره وأفضل من ذلك ذكر الله سبحانه عند ما حرم الله عز وجل .

ويروى أن : " كل نفس تخرج من الدنيا عطشى إلا ذاكر الله عز وجل وقال معاذ بن جبل رضي الله عنه ليس يتحسر أهل الجنة على شيء إلا على ساعة مرت بهم لم يذكروا الله سبحانه فيها والله تعالى أعلم .

التالي السابق


( وأما الآثار فقد قال الفضيل) بن عياض رحمه الله تعالى: ( بلغنا أن الله -عز وجل- قال: ابن آدم اذكرني بعد الصبح ساعة وبعد العصر ساعة أكفك ما بينهما") قلت: قد روي ذلك مرفوعا من حديث أبي هريرة، رفعه: "قال الله ابن آدم اذكرني بعد الفجر وبعد العصر ساعة أكفك ما بينهما" رواه أبو نعيم في الحلية، وقال صاحب القوت: وروينا عن الحسن أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان فيما يذكر من رحمة ربه قال: "يا ابن آدم" فساقه .

( وقال بعض العلماء: إن الله -عز وجل- يقول: أيما عبد اطلعت على قلبه فرأيت الغالب عليه التمسك بذكري توليت سياسته، وكنت جليسه ومحادثه وأنيسه" وقال الحسن) البصري رحمه الله تعالى ( الذكر ذكران ذكر الله -عز وجل- بين نفسك وبين الله عز وجل) وهو المعبر عنه بذكر القلب وذكر الروح ( ما أحسنه وأعظم أجره) إذ لا يطلع عليه سواه ( وأفضل من ذلك ذكر الله سبحانه عند ما حرم الله عز وجل، ويروى: "أن كل نفس تخرج من الدنيا عطشى إلا ذاكر الله سبحانه) فإنه يخرج من الدنيا مرتويا؛ لأن لسانه في الدنيا كان رطبا بذكر الله ( وقال معاذ بن جبل) -رضي الله عنه-: ( ليس يتحسر أهل الدنيا على شيء إلا على ساعة مرت بهم لم يذكروا الله تعالى فيها) وهو بمعناه في حديث أبي هريرة عند الترمذي كما سيأتي قريبا .




الخدمات العلمية