الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين

مرتضى الزبيدي - محمد بن محمد الحسيني الزبيدي

صفحة جزء
ويترك الاستقصاء فيه بالتعرض للباطن فإن ذلك منبع الوسواس وليعلم أن كل ما لا يصل إليه الماء فهو باطن ولا يثبت حكم النجاسة للفضلات الباطنة ما لم تظهر وكل ما هو ظاهر وثبت له حكم النجاسة فحد طهوره أن يصل الماء إليه فيزيله ولا معنى للوسواس .

التالي السابق


(ويترك الاستقصاء) أي طلب المبالغة (فيه بالتعرض للباطن) أي لما بطن من النجاسة (فإن ذلك منبع الوسواس) ومن تعمقهم فيه ما أخبرني رجل من أهل الروم أن رجلين من فضلائهم تنازعا فقال أحدهما للثاني: أنت لا تحسن الاستنجاء، فقال الثاني: بلى أحسن فيه فأمر بفرسين عربيين بعد أن ربط على متونهما قطعة ثوب أبيض، وركب كل منهما واحدا بلا حائل إزار فرمح به مشوارا فوجد أحدهما قد ظهر منه أثر على الثوب ولا يخفى أن ذلك كله من المبالغات التي لم يكن يعرفها [ ص: 345 ] السلف، ثم إن الرجل قد يختلف حاله من جهة المطاعم والمشارب فلا يكون هذا وأمثاله مما يستدل به على أدب من آداب الاستنجاء، وإليه أشار المصنف بقوله: (وليعلم أن كل ما لا يصل إليه الماء فهو باطن) عن العين (ولا يثبت حكم النجاسة للفضلات الباطنة ما لم تبرز) أي ما لم تظهر إلى الخارج (وكل ما هو ظاهر) ويحسه البصر (وثبت له حكم النجاسة فحد طهوره أن يصل الماء إليه) بالإمرار (فيزيله) حتى يتيقن الطهارة (ولا معنى للوسواس) فيه .




الخدمات العلمية