فصل [في قوله تعالى : وابن السبيل
وأما قوله تعالى : وابن السبيل [التوبة : 60] ، وهو المسافر المنقطع فيعطى منها بثلاثة شروط :
إذا لم يكن سفره في معصية ، وكان فقيرا بالموضع الذي هو به وإن كان غنيا [ ص: 983 ] في بلده ، وكان لا يجد من يسلفه .
واختلف إذا وجد من يسلفه وهو غني في بلده ، فقال في كتاب مالك : لا يعطى . محمد بن سحنون
وقال في كتاب ابن القاسم محمد : يعطى . وقال محمد بن عبد الحكم : ليس عليه أن يتسلف ؛ لأنه يخاف تلف ماله ، ويبقى الدين في ذمته إلا أن يجد من يسلفه ، على أنه إن سلم ماله وإلا فهو في حل ، فلا يعطى حينئذ . وهذا أحسن ، ولو كان رجلا مقيما ببلدة اضطره أمر إلى الخروج لا يستطيع المقام معه ، لأعطي ما يبلغه في سفره ذلك ، كان كابن السبيل وهو وإن لم يقع عليه اسم ابن السبيل ؛ فإنه في معناه لوجود السبب الذي من أجله جاز لابن السبيل أن يأخذ . وإن كان سفره لغير مستعتب ، وهو مضطر إلى الرجوع- أعطي للوجهين جميعا ؛ لذهابه ومجيئه . [ ص: 984 ]