فصل [في أن الرهن مضمون]
الرهن مضمون وإن قضى ما هو فيه إذا كان غائبا عنهما، إلا أن يقول الراهن: أتركه عندك وديعة، فيكون ذلك له تصديقا أنه كان وقت القضاء موجودا، وإن كان موجودا بين أيديهما فقضى ما رهن فيه ثم قام الراهن وتركه، كان وديعة، ويصدق المرتهن إن قال: ضاع بعد ذلك.
وقال ابن القاسم: قال: أرى أن يحلف لقد ضاع ويبرأ وأراه أمينا . [ ص: 5703 ] إذا قضى الغريم الدين، وقال المرتهن: تعال خذ رهنك، فقال الراهن: دعه عندك حتى أجيئك غدا فآخذه، فلما جاء من الغد قال: قد ضاع عندي بعدما قضيتني ودعوتك له ،
وقال في المدونة فيمن قال: هو ضامن . ارتهن ثوبا بألف درهم وقيمته ألف فوهب الطالب دينه للغريم ثم رجع ليدفع الثوب فضاع،
وقال في كتاب أشهب محمد: هو ضامن ويرجع على الراهن فيما وضع من حقه؛ لأنه لو لم يضع لينتفع بقيمة الثوب فيقاصه بقيمته، فإن كان الثوب أكثره غرم ذلك، وإن كان الدين أكثر، لم يكن على الراهن شيء . يريد: بعد أن يحلف. [ ص: 5704 ]