النهي عن اتخاذ شعار خاص في تشييع الجنائز وعن لبس السواد أياما معدودة.
وعن عمران بن حصين، قالا: وأبي هريرة، رواه خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جنازة، فرأى قوما قد طرحوا أرديتهم يمشون في قمص، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أبقول الجاهلية تأخذون؟ وبصنع الجاهلية تشبهون؟ لقد هممت أن أدعو عليكم دعوة ترجعون في غير صوركم"، قال: فأخذوا أرديتهم، ولم يعودوا لذلك. ابن ماجه.
فيه تسجيل على أن وأن [ ص: 456 ] النبي صلى الله عليه وسلم، غضب على هؤلاء، وأراد أن يدعو عليهم حتى يمسخوا، لكنهم لم يعودوا له، فلم يدع عليهم. طرح الرداء جزعا على الميت، من فعل الجاهلية،
والحاصل: أن الهم والغم والحزن، والجزع، والفزع، والنوح، والإحداد، فوق ما أجازه الشارع، لا يجوز، وأن ذلك محرم على الرجال والنساء جميعا.
ومنهم: من يلبس الثوب الأسود، أمارة لذلك.
ومنهم: من يكتب الكتاب وأطراف قرطاسه سوداء إلى أيام معدودة إظهارا للغم على من مات من قرباه، وهذا عادة النصارى.
ومنهم: من يحد إلى أيام كثيرة، ويزيد في الإحداد أشياء من قبل نفسه اتباعا لخطوات الشيطان.
والله أمر عباده أن يصبروا في المصائب والأحزان، ولا يقلقوا ولا يضطربوا، بل يستعينوا بالله فيها، ويسترجعوا، ولا يختالوا ويفخروا، ولا يأتوا بفعل الجاهلية في شيء من الإسلام، ولا يحدثوا بدعات لا يرضاها الله ولا رسوله - عليه الصلاة والسلام -اللهم وفقنا للخير، واحفظنا عن المكاره والضير.