النجديين للقباب والمشاهد أول استيلائهم على الحجاز هدم
وأقول: بلغنا أن أهل نجد لما غلبوا على الحرمين الشريفين، وحكموا فيهما مدة معتدا بها، هدموا المشاهد التي كانت في «المعلى» مقبرة مكة المكرمة، وكذلك القباب التي كانت ببقيع الغرقد في المدينة المنورة، وسووها بالأرض، ولم يغادروا أثرا من آثارها إلا قبة الرسول -صلى الله عليه وسلم- خوفا من إثارة الضلال. ثم لما ذهب سلطانهم عن هاتين البقعتين، أحدث الناس المبتدعة قبابا أو مشاهد في الحرمين، وأعادوها فيهما، لكن في مواضع مظنونة لهم، لا على الحقيقة في مواطن صحيحة، فالله أعلم هل وقعت في أماكنها السابقة، أم تخلفت عنها؟
والناس العامة، بل الخاصة، التي هم كالأنعام، إنما يزورون هذه المزارات المستحدثة على خيالي بأنها لأصحابها، وفيها أجسادهم وأبدانهم، أو ترابها، مع أن ذلك ليس بصحيح. نعم، كون المقبورين في تلك الأرض يصح لا على التعيين من المواضع، بل على الظن والتخمين.