وفي حديث عبد الله بن عمرو: فجلس فيهم. رواه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مر بمجلسين في مسجد، فقال: «كلاهما على الخير، وأحدهما أفضل من صاحبه. أما هؤلاء فيدعون الله، ويرغبون إليه، فإن شاء أعطاهم، وإن شاء منعهم. وأما هؤلاء فيتعلمون الفقه، أو العلم، ويعلمون الجاهل، فهم أفضل، وإنما بعثت معلما» أي: جلس في قوم كانوا في مذاكرة العلم. الدارمي.
قال في الترجمة: وأي فضيلة أعلى وأزيد من أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- معهم، وعد نفسه الشريفة منهم؟!!
كدا يانرا ازينمعني خبر نيت كه سلطان جهان باباست امروز
وفي حديث يرفعه: أنس بن مالك رواه «هل تدرون من أجود جودا؟» قالوا: «الله ورسوله أعلم، قال: الله أجود جودا، ثم أنا أجود بني آدم، وأجوده من بعدي رجل علم علما فنشره، يأتي يوم القيامة أميرا وحده، أو قال: أمة وحده» في «شعب الإيمان». البيهقيوفيه من فضيلة العالم النافع، والعلم النافع ونشره في الناس، ما لا يقادر قدره. اللهم ارزقنا.
ولولا [أن] فيه إلا أن العالم وضعه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الدرجة الثالثة من الجود، وأشركه في ذلك معه ومع الله سبحانه، لكان كافيا وافيا شافيا.
[ ص: 256 ] قال في الترجمة: يعني: نشر العلم بالتعليم، والتصنيف بالكتابة أيضا. انتهى.
وقد ألف أهل الآثار في السنن، وكتبوا من الأحاديث ما لا يأتي عليه الحصر، وبقوا في ذلك إلى آخر أعمارهم على كل وجه، فكانوا أجود الناس جميعا في الجود والكرم الفياض.