ما ينبغي أن يكون عليه موقف الشرفاء من رعاية شرف نسبهم .
وهنا تنبيه للشرفاء والسادة بألا يحوموا حول المحرمات ، ولا يعصوا ، ولا يهتكوا حرمة السيادة والقرابة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا يغتروا بها . انتهى .
; أي : السادس من الملعونين : «6- والتارك لسنتي» . من ترك السنة ، وارتكب البدعة
قال في الترجمة : ترك السنة ، إن كان على طريق الاستخفاف والاستهانة ، وقلة المبالاة بها ، فهو كفر ، واللعنة محمولة على الحقيقة .
وإن كان على طريق التقصير والتكاسل ، فمعصية ، واللعنة محمولة على الزجر والشدة ، والبعد عن مقام القرب والعزة .
وإن تركت أحيانا ، لم يكن معصية . وهذا التفصيل يجري في استحلال غيرها من المحرمات ونحوها . انتهى . وهذا الكلام من صاحب الترجمة في غاية الإنصاف ، ونهاية الأدب .
فالسنة المطهرة مرتبتها كذلك في الأخذ والترك; فإن الآخذ بها مرحوم ، كما أن تاركها استخفافا أو عنادا ملعون ، ورافضها تقصيرا وغفلة عاص .
[ ص: 159 ] ومثله في «المرقاة» ، ولفظه : ; أي : المعرض عنها بالكلية ، أو بعضها; استخفافا بها ، وقلة مبالاة ، كافر وملعون ، وتاركها تهاونا وتكاسلا لا عن استخفاف عاص ، واللعنة عليه من باب التغليظ . انتهى . «التارك لسنتي»
وأقول : ومن التاركين لها بعد الثبوت في دواوين الإسلام; كالصحاح الستة ، ونحوها : مقلدة المذاهب الأربعة الموجودون في هذا الزمان .
فإنهم والله رب الكعبة ! قد ثبت عندهم بالدليل الشافي ، والبرهان الكافي ، والحجة البالغة ، والنصوص الناطقة : أن الاتباع هو الحق ، وأن تقليد الرجال هو الابتداع ، وأن في إيثار بدعة التقليد رفع سنة الاتباع .
وقد بلغ أهل العلم بالحديث السنن الصحيحة الصريحة المحكمة في كل باب من أبواب الفقه إليهم ، وبينوا لهم ما أنزل الله تعالى على رسوله ، وما قال رسولهم صلى الله عليه وسلم ، فلم يقبلوا ذلك; عنادا ، واستخفافا ، وقلة مبالاة ، وجمدوا على ما أدركوا عليه آباءهم ، وألفوا عليه مشايخهم وقومهم ، من تقديم الرأي والاجتهاد ، على الرواية والاتباع ، وقل منهم اليوم من تركها تهاونا أو تكاسلا .
فهؤلاء دخلوا تحت هذا الحديث دخولا أوليا ، وما أشد العبرة منهم في هذا الصنيع الملعون! فاعتبروا منه يا أولي الأبصار!