القدرية مجوس هذه الأمة
وعنه - رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ; أي : هذه الفرقة المنكرة للقدر ، القائلة بخلق العباد أفعالهم ، حالها واعتقادها في ملة الإسلام يشابه حال المجوس وعقيدتهم القائلين بتعدد الإله ، وإثبات القادرين : «يزدان» ، و «أهرمن» ، وأن أولهما : خالق الخير ، وهو الله ، والآخر : خالق الشر ، وهو الشيطان . «القدرية مجوس هذه الأمة»
وذهب بعض أهل العلم طريق المبالغة ، وقال : حال القدرية أسوأ من حال المجوس; لأن هذه الفرقة تثبت شركاء لا تعد ولا تحصى ، والمجوس أثبتوا إلهين فقط .
قال في «المرقاة» : المراد بهذه الأمة : أمة الإجابة ، لأن قولهم يشبه قول المجوس ، فإن القدرية يقولون : الخير من الله ، والشر من الشيطان ومن النفس . انتهى .
وفي الحديث الشريف : ; أي : لا تصلوا عليهم صلاة الجنازة . «والشر ليس إليك ، والخير كله بيدك» . إن مرضوا فلا تعودوهم» من العيادة ، «وإن ماتوا ، فلا تشهدوهم»
والمعنى : لا تراعوهم في حقوق الإسلام ، لا في حال الحياة ، ولا بعد الممات . رواه ، أحمد . وأبو داود
وفي حديث ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : حذيفة بن اليمان . «لكل أمة مجوس ، [ ص: 155 ] ومجوس هذه الأمة : الذين يقولون : لا قدر ، من مات منهم ، فلا تشهدوا جنازته ، ومن مرض منهم ، فلا تعودوهم ، وهم شيعة الدجال ، وحق على الله أن يلحقهم بالدجال»
وعن - رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : عمر ; أي : لا تجعلوهم حاكمين فيكم . «لا تجالسوا أهل القدر ، ولا تفاتحوهم»
ولفظ «المرقاة» من الفتاحة - بضم الفاء وكسرها; أي : الحكومة; أي : لا تحاكموا إليهم . وقيل : لا تبتدئوهم بالسلام والكلام . انتهى .