دلالة الحديث على فضل ابن تيمية رحمه الله
قلت: ودلالة هذا الحديث على هذا المعنى على فضيلة شيخ الإسلام أوضح من دلالة حديث: «لو على كان الإيمان بالثريا، لناله رجال من أبناء فارس» -رحمه الله تعالى- أبي حنيفة عرف هذا من عرف، وجهله من جهل. فضيلة الإمام
[ ص: 340 ] قال في «فتح المجيد»: ومما يؤيد هذا: أن أهل الحق والسنة في زمن الأئمة الأربعة مع توافر العلماء في ذلك الزمان وقبله وبعده لم يكونوا في محل واحد، بل هم في غالب الأمصار، في الشام منهم أئمة، وفي الحرمين الشريفين، وفي مصر، وفي العراق، واليمن.
وكلهم على الحق يناضلون ويجاهدون أهل البدع، ولهم المصنفات التي صارت أعلاما لأهل السنة، وحجة على كل مبتدع.
وعلى هذا، فهذه الطائفة قد تجتمع، وقد تفترق، وقد تكون في الشام، وقد تكون في غيره.
فإن حديث وقول أبي أمامة، لا يفيد حصرها معاذ بالشام، وإنما يفيد أنها تكون بالشام في بعض الأزمان، لا في كلها.
وكل جملة من هذا الحديث علم من أعلام النبوة؛ فإن كل ما أخبر به صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث وقع كما أخبر.