وعن - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبي هريرة
فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين [السجدة : 17] متفق عليه . [ ص: 439 ] «قال الله تعالى : أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر . واقرؤوا إن شئتم :
هذا الحديث فيه دليل على ، والرسول أيضا بشر ، فلا علم له أيضا ، كسائر البشر . نفي العلم بالغيب عن البشر
وإخباره صلى الله عليه وسلم بما في الجنة من النعيم وأنواعه ، وما في النار من النقم وأقسامها ، فأمر آخر أخبره الله تعالى به ، إنذارا ، وتبشيرا لعباده .
فكان ذلك معجزة له صلى الله عليه وسلم، لا علما بالغيب .
وإثبات العلم بما كان وما يكون لأحد من الكرام ، مذهب الرافضة .
فإنهم يثبتون هذا لأئمتهم افتراء منهم عليهم ، ولو كانوا عالمين بذلك، لاستكثروا من الخير ، ولم يمسهم السوء الذي أصابهم من أيدي بني أمية ، وبني العباس .
ولكن الأمر الصواب أنهم كانوا كسائر العباد ، في عدم العلم بالمغيبات .
وشأنهم أرفع من أن يدعوا لهم هذا الأمر ، أو يتفوهوا به على خلاف ملة الإسلام الحقة .
فقد دلت الأدلة القرآنية والنصوص الحديثية على أن الله سبحانه مستأثر بعلم الغيب ، لا شريك له في ذلك أحد من خلقه .
ومن ادعى هذا ، فكأنه ادعى الألوهية ، ونعوذ بالله منها .
وصفة العلم له سبحانه إمام أئمة الصفات .
والآيات في هذا الباب كثيرة طيبة جدا لا يحصرها المقام ، ولا تخفى على من له بالتلاوة أدنى إلمام .
تم -بحمد الله ، وحسن توفيقه - طبع الجزء الأول من النصيب الأول من كتاب الدين الخالص للسيد محمد صديق حسن خان .
ويليه -إن شاء الله تعالى - الجزء الثاني ، وهو تكملة النصيب الأول ، وأوله باب في رد الإشراك في التصرف » . [ ص: 440 ]
والله المستعان على الإتمام ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
وصلى الله على محمد عبد الله ، ورسوله ، وعلى آله وصحبه وسلم .
* * *