فالحديث دليل على أن ، كما أن الأعمال الصالحة كلها تصير باطلة بشؤم الشرك ، وهذا هو الحق ؛ لأن الإنسان إذا تطهر من الشرك ، ولم يعتقد أحدا مالكا ، ولم يعلم له ملجأ ، وثبت عنده من صميم الفؤاد أن عاصي الله ، ومذنبه لا مهرب له ، ولا معاذ ، ولا يقدر أحد في مقابلته ، ولا ينفع حماية أحد عنده ، ولا يستطيع أحد أن يشفع لأحد باختياره وإرادته ، فكل ذنب يصدر منه بعد هذا العلم ، والعقيدة ، فصدوره من وادي البشرية ، ومن النسيان ، والخطأ . الذنوب كلها تغفر ببركة التوحيد
والخوف قد أحاط قلبه ، وهو يتبرأ منه ، ويندم عليه ، ويضيق صدره من تصورها ، فرحمة الله تتدارك مثل هذا الآدمي .
فكلما وقع منه ذنب ، تزيد حالته هذه.
وعلى قدر هذه الحالة تزيد رحمة الله عليه ، وعفوه عنه ، وغفرانه له . [ ص: 400 ]