الدعاء هو العبادة :
و «يدعون » بمعنى يعبدون ؛ لأن من عبد شيئا ، فإنه يدعوه عند احتياجه إليه . . . إلى آخر ما قال. انتهى .
وقال النسفي -رحمه الله تعالى - في تفسيره «مدارك التنزيل » تحت تفسير الآية الأولى : إن الله لا يغفر أن يشرك به ، إن مات عليه ويغفر ما دون ذلك ؛ أي : ما دون الشرك -وإن كان كبيرة - مع عدم التوبة .
والحاصل : إن ، وإن وعد غفران ما دونه لمن لم يتب ؛ أي : لا يغفر لمن يشرك وهو مشرك ، ويغفر لمن مذنب وهو مذنب . الشرك مغفور عنه بالتوبة
قال النبي صلى الله عليه وسلم: . «من لقي الله تعالى لا يشرك به شيئا ، دخل الجنة ، ولم تضره خطيئته »
وتقييده بقوله : « لمن يشاء » لا يخرجه عن عمومه ؛ كقوله : الله لطيف بعباده يرزق من يشاء [الشورى : 19] .
قال -رضي الله تعالى عنه - : ما في القرآن آية أحب إلي من هذه الآية . [ ص: 338 ] علي
وحمل المعتزلة على التائب باطل ؛ لأن الكفر مغفور عنه بالتوبة ؛ لقوله تعالى : قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف [الأنفال : 38] ، فما دونه أولى أن يغفر بالتوبة .
والآية سيقت لبيان التفرقة بينهما ، وذا فيما ذكرنا : ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما كذب كذبا عظيما استحق به عذابا أليما . انتهى .