الدرجة الرابعة
أن الإله هو المعبود بإجماع أهل العلم.
والدليل على ذلك قوله تعالى في سورة «الزخرف»: وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله [الزخرف: 84] أي: معبود واحد يعبد فيهما، قاله قتادة.
وقال أهل العلم: لا يصح غيره.
وقال في سورة «الأنعام»: وهو الله في السماوات وفي الأرض [الأنعام: 3]. أي: إله معبود فيهما.
وقال في سورة «الجاثية»: أفرأيت من اتخذ إلهه هواه [الجاثية: 23] أي: معبودا لنفسه.
وقال في سورة «ص»: أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب [ص: 5].
ذكر في «تفسيره»: البغوي لقريش: «أتعطوني كلمة واحدة تملكون بها العرب، وتدين لكم بها العجم؟»، قال أبو جهل: والله ربك لنعطينكها، وعشر أمثالها.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قولوا: لا إله إلا الله».
فتفرقوا من ذلك، وقالوا: أجعل الآلهة إلها واحدا؟! أنه صلى الله عليه وسلم لما قال
وقال تعالى في «الزخرف»: وقالوا أآلهتنا خير أم هو [الزخرف:58].
وقال في سورة «الطور»: أم لهم إله غير الله سبحان الله عما يشركون [الطور: 43]. [ ص: 212 ]
وقال: وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم قالوا يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون إن هؤلاء متبر ما هم فيه وباطل ما كانوا يعملون قال أغير الله أبغيكم إلها وهو فضلكم على العالمين [الأعراف: 138-140].
وقال تعالى: وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر أتتخذ أصناما آلهة إني أراك وقومك في ضلال مبين [الأنعام: 74].
وقال في سورة «طه» حكاية عن قول موسى -عليه السلام- للسامري:
وانظر إلى إلهك الذي ظلت عليه عاكفا لنحرقنه ثم لننسفنه في اليم نسفا إنما إلهكم الله الذي لا إله إلا هو وسع كل شيء علما [طه:97-98].
والمعنى: لما عكف السامري على العجل، صار إلها له بزعمه؛ لأن العكوف عبادة، لا يستحقها أحد غير الله تعالى.
وقال سبحانه في سورة البقرة: فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون [البقرة:22] أي: شركاء في العبادة، والمحبة.
وقال ابن مسعود، أي: أكفاء من الرجال تطيعونهم في معصية الله. وابن عباس:
وقال: ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله البقرة:165].
قال في قوله سبحانه: مجاهد يعبدونني لا يشركون بي شيئا [النور:55]. أي: لا يحبون غيري.
وهذا يرشدك إلى أن محبة غير الله من الشرك.
وقال في سورة «براءة»: اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون [التوبة:31]. [ ص: 213 ]
وفي تفسير هذه الآية عن أن عبادتهم هي طاعتهم في معصية الله. عدي بن حاتم:
قال ومنه قولهم -لا لسبق علمائنا-: ما حللوه حل، وما حرموه. أبو العالية:
قال تعالى: وإن أطعتموهم إنكم لمشركون [الأنعام: 121] وهذا لما حللوا لهم الميتة.
وقال تعالى: قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله [آل عمران:64].
قال معناه: لا يطيع بعضنا بعضا في معصية الله. ابن جرير:
وقال في سورة «الذاريات»: ولا تجعلوا مع الله إلها آخر إني لكم منه نذير مبين [الذاريات:51].
وقال في سورة «المائدة»: لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم [المائدة: 17].
وقال فيها أيضا: لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد [المائدة: 73].
وقال فيها أيضا: ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة كانا يأكلان الطعام انظر كيف نبين لهم الآيات ثم انظر أنى يؤفكون قل أتعبدون من دون الله ما لا يملك لكم ضرا ولا نفعا والله هو السميع العليم [المائدة: 75].
وقال في سورة «الشعراء» حكاية عن قول فرعون لموسى -عليه السلام-: لئن اتخذت إلها غيري لأجعلنك من المسجونين [الشعراء: 29].
وهذه الدرجة فيها تعريف الإله، وأنه هو المعبود بحق، وما سواه باطل، إنك حق وهم الباطل، ألا كل شيء ما خلا الله باطل.
وقيل: الإله: هو الذي يطاع محبة وخوفا، ورجاء وتوكلا، وهو اسم صفة لمن يعبد.