الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                        معلومات الكتاب

                                                                                                                        السنن الكبرى للنسائي

                                                                                                                        النسائي - أحمد بن شعيب النسائي

                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                        3 - استخلاف صاحب الجيش

                                                                                                                        8729 - أخبرنا موسى بن عبد الرحمن الكوفي قال : حدثنا أبو أسامة ، عن بريد - عن أبي بردة ، عن أبيه قال : لما جاء النبي صلى الله عليه وسلم من حنين ، بعث أبا عامر على جيش إلى أوطاس فلقي ابن الصمة ، فقتل ، وهزم الله أصحابه ، قال أبو موسى ، فرمي أبو عامر في ركبته ، رماه رجل من بني جشم بسهم فأثبته في ركبته ، فانتهيت إليه فقلت : يا عم ، من رماك ؟ فأشار أبو عامر إلى أبي موسى ، فقال : إن ذاك قاتلي ، تراه ذلك الذي رماني ، قال أبو موسى : فقصدت إليه فاعتمدته فلحقته ، فلما رآني ولى عني ذاهبا فاتبعته ، وجعلت أقول له : ألا تستحي ؟ ألست عربيا ؟ ألا تثبت ؟ فكر ، فالتقيت أنا وهو فاختلفنا ضربتين ، فضربته بالسيف فقتلته ، ثم رجعت إلى أبي عامر ، فقلت : قد قتل الله صاحبك ، قال : فانزع هذا السهم ، فنزعته فنزا منه الماء ، فقال : يا ابن أخي ، انطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقرئه مني السلام ، وقل له : إنه يقول لك : استغفر لي ، قال : واستخلفني أبو عامر على الناس فمكث يسيرا ، ثم إنه مات ، فلما رجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، [ ص: 10 ] دخلت عليه وهو في بيت على سرير مرمل وعليه فراش ، وقد أثر رمال السرير بظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وجنبيه ، فأخبرته بخبرنا وخبر أبي عامر ، فقلت : قال لي : قل له : استغفر لي ، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بماء فتوضأ ، ثم رفع يديه فقال : اللهم اغفر لعبيد أبي عامر ، حتى رأيت بياض إبطه ، ثم قال : اللهم اجعله يوم القيامة فوق كثير من خلقك - أو من الناس - فقلت : ولي يا رسول الله فاستغفر ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : اللهم اغفر لعبد الله بن قيس ذنبه ، وأدخله يوم القيامة مدخلا كريما ، قال أبو بردة : إحداهما لأبي عامر ، والأخرى لأبي موسى .

                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                        الخدمات العلمية