6484 - أخبرنا قال : حدثني عمرو بن علي أبو حفص - قال : حدثنا بشر بن عمر بن الحكم - وهو الزهراني عن مالك عن الزهري ، قال : مالك بن أوس بن الحدثان حين تعالى النهار ، فجئته فوجدته جالسا على سرير مفضيا إلى رماله ، فقال حين دخلت عليه : يا عمر ، إنه قد دف أهل أبيات ، وقد أمرت فيهم برضخ فخذه ، فاقسمه بينهم ، قلت : لو أمرت به غيري مالك ، قال : خذه ، فجاء يرفأ ، قال : يا أمير المؤمنين هل لك في أرسل إلي ، عثمان ، وعبد الرحمن بن عوف ، والزبير بن العوام ؟ قال : نعم ، فأذن لهم ، فدخلوا ، ثم جاء فقال : يا أمير المؤمنين هل لك في وسعد بن أبي وقاص العباس ؟ قال : نعم ، فأذن لهما فدخلا . وعلي
فقال : يا أمير المؤمنين اقض بيني وبين هذا - يعني : العباس - فقال بعضهم : أجل يا أمير المؤمنين ، فاقض [ ص: 112 ] بينهما وأرحهما ، فقال عليا : أنشدكم ، ثم أقبل على أولئك الرهط ، فقال : أنشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا نورث ما تركنا صدقة ؟ قالوا : نعم ثم أقبل على عمر علي ، فقال : أنشدكما بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض ، هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا نورث ما تركنا صدقة ؟ قالا : نعم ، قال : فإن الله خص نبيه صلى الله عليه وسلم بخاصة لم يخص بها أحدا من الناس ، فقال : والعباس وما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب ولكن الله يسلط رسله على من يشاء والله على كل شيء قدير فكان الله أفاء على رسوله صلى الله عليه وسلم بني النضير فوالله ما استأثر بها عليكم ، ولا أخذها دونكم ، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذ منها نفقة سنة ، ويجعل ما بقي أسوة المال ، ثم أقبل على أولئك الرهط ، فقال : أنشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض هل تعلمون ذلك؟ قالوا : نعم ، وأقبل على علي ، فقال : أنشدكما بالله [ ص: 113 ] الذي بإذنه تقوم السماوات والأرض ، هل تعلمان ذلك ؟ قالا : نعم . والعباس
فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أنا ولي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجئت أنت وهذا إلى أبو بكر ، فجئت أنت تطلب ميراثك من ابن أخيك ، ويطلب هذا ميراث امرأته من أبيها ، فقال أبي بكر : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا نورث ، ما تركنا صدقة ، فوليها أبو بكر . أبو بكر
فلما توفي قلت : أنا ولي رسول الله صلى الله عليه وسلم وولي فوليتها ما شاء الله أن أليها ، ثم جئت أنت وهذا وأنتما جميعا وأمركما واحد فسألتمانيها ، فقلت : إن شئتما أدفعها إليكما على أن عليكما عهد الله لتليانها بالذي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يليها به فأخذتماها مني على ذلك ، ثم جئتماني لأقضي بينكما بغير ذلك ، والله لا أقضي بينكما بغير ذلك حتى تقوم الساعة ، فإن عجزتما عنها فرداها إلي أبي بكر .