[ ص: 427 ] 11058 - أخبرنا ، قال : حدثنا سويد بن نصر - عن عبد الله - يعني ابن المبارك ، عن معمر قال : أخبرني الزهري زعم أنه عقل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعقل مجة مجها من دلو كانت في دارهم ، قال : سمعت محمود بن الربيع عتبان بن مالك الأنصاري ، ثم أحد بني سالم يقول : بني سالم ، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت له : إني قد أنكرت بصري ، وإن السيول تحول بيني وبين مسجد قومي ، فلوددت أنك جئت فصليت في بيتي مكانا أتخذه مسجدا ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أفعل إن شاء الله تعالى ، فغدا علي رسول الله صلى الله عليه وسلم كنت أصلي لقومي معه بعد ما اشتد النهار ، فاستأذن النبي صلى الله عليه وسلم ، فأذنت له ، فلم يجلس حتى قال : أين تحب أن أصلي من بيتك ، فأشرت له إلى المكان الذي أحب أن يصلي فيه ، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وصففنا خلفه ، ثم سلم ، وسلمنا حين يسلم ، فحبسناه على خزير صنع له ، فسمع به أهل الدار ، فثابوا حتى امتلأ البيت ، فقال رجل : أين وأبو بكر مالك بن الدخشم ؟ فقال رجل منا : ذاك رجل منافق لا يحب الله ورسوله ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ألا تقولونه يقول : لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله ؟ قال : أما نحن ، فنرى وجهه وحديثه إلى المنافقين ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضا : ألا تقولونه يقول : لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله ؟ قال : بلى ، أرى يا رسول الله ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لن يوافي [ ص: 428 ] عبد يوم القيامة ، وهو يقول : لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله ، إلا حرم الله عليه النار .
قال محمود : فحدثت قوما فيهم أبو أيوب صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوته التي توفي فيها ، مع يزيد بن معاوية ، فأنكر ذلك علي ، وقال : ما أظن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ما قلت قط ، فكبر ذلك علي ، فجعلت لله علي إن سلمني حتى أقفل من غزوتي ، أن أسأل عنها عتبان بن مالك إن وجدته حيا ، فأهللت من إيلياء بحج وعمرة ، حتى قدمت المدينة ، فأتيت بني سالم ، فإذا عتبان بن مالك شيخ كبير قد ذهب بصره ، وهو إمام قومه ، فلما سلم من صلاته ، جئته فسلمت عليه ، وأخبرته من أنا ، فحدثني كما حدثني به أول مرة .