الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              1418 (باب فضل من استمع وأنصت في الجمعة)

                                                                                                                              وأورده النووي في: (كتاب الجمعة) .

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم النووي ص 146 ج 6 المطبعة المصرية

                                                                                                                              [عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من اغتسل، ثم أتى الجمعة، فصلى ما قدر له. ثم أنصت حتى يفرغ من خطبته. ثم يصلي معه، غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى، وفضل ثلاثة أيام. ]

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن أبي هريرة ) رضي الله عنه، (عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من اغتسل، ثم أتى الجمعة، فصلى ما قدر له، ثم أنصت") .

                                                                                                                              هكذا هو في أكثر النسخ المحققة، المعتمدة ببلاد النووي، وكذا نقله عياض عن الجمهور.

                                                                                                                              ووقع في بعض الأصول المعتمدة ببلاد النووي: "انتصت" .

                                                                                                                              وكذا نقله عياض عن الباجي، وآخرون: (انتصت) بزيادة تاء مثناة فوق. قال: وهو وهم.

                                                                                                                              [ ص: 173 ] قال النووي : ليس هو "وهما" ، بل هي لغة صحيحة; قال الأزهري في شرح ألفاظ "المختصر" : يقال: أنصت، ونصت، وانتصت. ثلاث لغات.

                                                                                                                              (حتى يفرغ من خطبته) . هكذا هو في الأصول من غير ذكر الإمام، وعاد الضمير إليه للعلم به، وإن لم يكن مذكورا.

                                                                                                                              (ثم يصلي معه، غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى، وفضل) بالنصب (1) على الظرف (ثلاثة أيام) .

                                                                                                                              قال النووي : قال العلماء: معنى المغفرة له ما بين الجمعتين، وثلاثة أيام: أن الحسنة بعشر أمثالها.

                                                                                                                              وصار يوم الجمعة، الذي فعل فيه هذه الأفعال الجميلة، في معنى الحسنة التي تجعل بعشر أمثالها.

                                                                                                                              قال بعض أصحابنا: والمراد "بما بين الجمعتين" : من صلاة الجمعة وخطبتها، إلى مثل الوقت من الجمعة الثانية، حتى تكون سبعة أيام، بلا زيادة، ولا نقصان. ويضم إليها ثلاثة، فتصير عشرة.

                                                                                                                              وفي الرواية الأخرى: "من توضأ فأحسن الوضوء، ثم أتى الجمعة فاستمع، وأنصت. غفر له ما بينه وبين الجمعة وزيادة ثلاثة أيام" .

                                                                                                                              فيه: فضيلة الغسل، وأنه ليس بواجب، للرواية الثانية.

                                                                                                                              وفيه: استحباب تحسين الوضوء .

                                                                                                                              [ ص: 174 ] ومعنى "إحسانه" : الإتيان به ثلاثا ثلاثا، ودلك الأعضاء، وإطالة الغرة والتحجيل، وتقديم الميامن، والإتيان بسننه المشهورة.

                                                                                                                              وفيه: أن التنفل قبل خروج الإمام يوم الجمعة، مستحب. وهو مذهب الشافعية، ومذهب الجمهور.

                                                                                                                              وفيه: أن النوافل المطلقة لا حد لها . لقوله صلى الله عليه وسلم "فصلى ما قدر له" .

                                                                                                                              وفيه: الإنصات للخطبة .

                                                                                                                              وفيه: أن الكلام بعد الخطبة، قبل الإحرام بالصلاة، لا بأس به.




                                                                                                                              الخدمات العلمية