الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              603 (باب القراءة خلف الإمام ) .

                                                                                                                              وقال النووي: (باب نهي المأموم عن جهره بالقراءة خلف إمامه ) :

                                                                                                                              (حديث الباب ) .

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم النووي ص 109 ج 4 المطبعة المصرية .

                                                                                                                              [(عن عمران بن حصين ) رضي الله عنهما (قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الظهر، "أو العصر". فقال: "أيكم قرأ خلفي بسبح اسم ربك الأعلى؟" فقال رجل: أنا. ولم أرد بها إلا الخير. قال: "قد علمت أن بعضكم خالجنيها" ) .

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح) .

                                                                                                                              أي: "نازعنيها". ومعناه الإنكار عليه في جهره، أو رفع صوته، بحيث أسمع غيره. لا عن أصل القراءة.

                                                                                                                              بل فيه: أنهم كانوا يقرءون بالسورة في الصلاة السرية.

                                                                                                                              "وفيه" إثبات قراءة السورة في الظهر للإمام، والمأموم.

                                                                                                                              [ ص: 353 ] قال النووي: ولو كان في الجهرية بعيدا عن الإمام لا يسمع قراءته، فالأصح: أنه يقرأ بالسورة. انتهى.

                                                                                                                              قال في "السيل الجرار":

                                                                                                                              قوله تعالى: فاستمعوا له وأنصتوا .

                                                                                                                              وقوله صلى الله عليه وسلم: "وإذا قرأ فأنصتوا". وقوله صلى الله عليه وسلم: "قراءة الإمام قراءة له". يدل على أن الإمام يتحمل القراءة عن السامع.

                                                                                                                              وعلى تقدير ما قيل: من عدم دلالة الآية على المطلوب؛ وعدم انتهاض الحديث للاستدلال؛ فقد أغنى عن ذلك الحديث الصحيح، وهو قوله صلى الله عليه وسلم: "لا تفعلوا إلا بفاتحة الكتاب".

                                                                                                                              فإن هذا الحديث قد أفاد فائدتين:

                                                                                                                              الأولى: النهي عن القراءة خلف الإمام.

                                                                                                                              والثانية: وجوب قراءة الفاتحة خلفه.

                                                                                                                              وهذا ظاهر واضح لا ينبغي التردد في مثله لصحته، ووضوح دلالته.




                                                                                                                              الخدمات العلمية