179 باب في قوله تعالى : وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه ، يحاسبكم به الله
وقال النووي - في الجزء الأول - (باب بيان تجاوز الله تعالى : عن حديث النفس ، والخواطر بالقلب «إذا لم تستقر » ، وبيان أنه سبحانه وتعالى : لم يكلف إلا ما يطاق ، وبيان حكم الهم : بالحسنة ، وبالسيئة ) .
(حديث الباب )
وهو بصحيح \ مسلم النووي ، ص 145 ، 146 ج 2 ، المطبعة المصرية
[ ص: 644 ] (عن قال : أبي هريرة ؛ لله ما في السماوات وما في الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شيء قدير .
قال : فاشتد ذلك على أصحاب رسول الله ، صلى الله عليه وسلم . فأتوا رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، ثم بركوا على الركب ، فقالوا : أي رسول الله ! كلفنا من الأعمال ما نطيق : الصلاة ، والصيام ، والجهاد ، والصدقة .
وقد أنزلت عليك : هذه الآية ، ولا نطيقها .
قال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : غفرانك ربنا ، وإليك المصير » . «أتريدون أن تقولوا -كما قال أهل الكتابين من قبلكم- : سمعنا وعصينا ؟ بل قولوا : سمعنا وأطعنا ،
قالوا : سمعنا وأطعنا ، غفرانك ربنا ، وإليك المصير .
فلما اقترأها القوم : ذلت بها ألسنتهم . فأنزل الله -في إثرها- : آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير .
فلما فعلوا ذلك : نسخها الله تعالى ؛ فأنزل الله عز وجل : لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا قال : نعم » . [ ص: 645 ] ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا قال : نعم » . ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به قال : نعم » . واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين قال : نعم » ) . لما نزلت على رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم :