الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              1314 [ ص: 602 ] (باب منه )

                                                                                                                              وهو في النووي ، في : (الباب المتقدم ) .

                                                                                                                              (حديث الباب )

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ، ص 76 ، 77 ج6 ، المطبعة المصرية

                                                                                                                              (عن عبد الله ؛ قال : قال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : «بئسما لأحدهم ؛ يقول : نسيت آية -كيت ، وكيت- بل هو نسي . استذكروا القرآن ؛ فلهو أشد تفصيا من صدور الرجال : من النعم بعقلها » ) .

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن عبد الله بن مسعود ) ، رضي الله عنه ؛ (قال : قال رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم : «بئس ما لأحدهم ؛ يقول : نسيت آية - كيت ، وكيت- ) أي : آية «كذا ، وكذا » . وهو بفتح التاء ، «على المشهور » .

                                                                                                                              وحكى الجوهري : فتحها ، وكسرها : عن «أبي عبيدة » .

                                                                                                                              [ ص: 603 ] «بل هو نسي » قال النووي : ضبطناه : بتشديد السين . وقال عياض : ضبطناه : بالتشديد ، والتخفيف .

                                                                                                                              فيه : كراهة قول : «نسيت آية كذا » . وهي كراهة تنزيه . وأنه لا يكره قول : «أنسيتها » .

                                                                                                                              وإنما نهى عن «نسيتها » : لأنه يتضمن التساهل فيها ، والتغافل عنها . وقد قال تعالى : «أتتك آياتنا فنسيتها » .

                                                                                                                              وقال عياض : أولى ما يتأول عليه الحديث : أن معناه : ذم الحال ، لا ذم القول : أي نسيت الحالة ، حالة من حفظ القرآن فغفل عنه حتى نسيه .

                                                                                                                              (استذكروا القرآن ، فلهو أشد تفصيا من صدور الرجال : من النعم بعقلها ) .

                                                                                                                              قال أهل اللغة : «التفصي » : الانفصال . وهو بمعنى الرواية الأخرى : «أشد تفلتا » .

                                                                                                                              «والنعم » : أصلها : الإبل ، والبقر ، والغنم . والمراد هنا : الإبل خاصة ، لأنها التي تعقل . «والعقل » : بضم العين والقاف ، ويجوز [ ص: 604 ] إسكان القاف . وهو كنظائره . وهو جمع : «عقال » ككتاب وكتب .

                                                                                                                              «والنعم » : تذكر ، وتؤنث .

                                                                                                                              ووقع هنا : «بعقلها » . وفي أخرى : «من عقله » .

                                                                                                                              وفي الثالثة : «عقلهما » . وكله صحيح .

                                                                                                                              والمراد برواية الباء : «من » ، كما في قوله تعالى : عينا يشرب بها عباد الله على أحد القولين في معناها .

                                                                                                                              «وعقله » بتذكير النعم : صحيح ، كما ذكرنا .




                                                                                                                              الخدمات العلمية