الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              5301 باب : من سمع وراءى بعمله

                                                                                                                              وهو في النووي ، في : (باب تحريم الرياء ) (حديث الباب )

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ، ص 119 ج 18 ، المطبعة المصرية

                                                                                                                              (عن ابن عباس ؛ قال : قال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : «من سمع : سمع الله به . ومن راءى : راءى الله به » ) .

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن ابن عباس ، رضي الله عنهما ؛ قال : قال رسول الله صلى الله [ ص: 546 ] عليه وآله وسلم : « من سمع : سمع الله به . ومن راءى : راءى الله به ) .

                                                                                                                              قال العلماء : معناه : من راءى بعمله ، وسمعه الناس : ليكرموه ، ويعظموه ، ويعتقدوا خيره : سمع الله به يوم القيامة الناس ، وفضحه .

                                                                                                                              وقيل : معناه : من سمع بعيوبه وأذاعها : أظهر الله عيوبه . وقيل : أسمعه المكروه . وقيل : أراه الله ثواب ذلك ، من غير أن يعطيه إياه . ليكون حسرة عليه .

                                                                                                                              وقيل : معناه : من أراد بعمله الناس : أسمعه الله الناس . وكان ذلك حظه منه . انتهى . قلت : ولا مانع من إرادة جميع هذه المعاني .

                                                                                                                              والتسميع : التشييع والتشهير ، وإزالة الخمول : بنشر الذكر ، والإسماع .

                                                                                                                              وفي حديث جندب متفق عليه - ؛ بلفظ : «من سمع : سمع الله به . ومن يرائي : يرائي الله به » . أي : من شهر نفسه وقصد التشهير ، أو من سمع الناس فضائله وأحواله : شهر الله به عيوبه يوم القيامة ، ويجزي الله جزاء المرائي ؛ بأن يقول : اطلب جزاء عملك ، ممن عملت لأجله .

                                                                                                                              [ ص: 547 ] وفي حديث أبي سعيد بن أبي فضالة ؛ مرفوعا ؛ قال : «إذا جمع الله الناس ، يوم القيامة - ليوم لا ريب فيه - : نادى مناد : من كان أشرك في عمل عمله لله أحدا : فليطلب ثوابه من عند غير الله ، فإن الله أغنى الشركاء عن الشرك » رواه أحمد .

                                                                                                                              وفي حديث عمر بن الخطاب ؛ يرفعه : «إن يسير الرياء : شرك . . » . الخ رواه ابن ماجه ، والبيهقي في شعب الإيمان .

                                                                                                                              والأحاديث في هذا الباب كثيرة جدا . والحذر من السمعة والرياء : مشكل ، إلا من رحمه الله تعالى .




                                                                                                                              الخدمات العلمية